Sharh Fusul Abuqrat
شرح فصول أبقراط
Genre-genre
قال أبقراط (101): ومتى كان الشتاء جنوبيا، دفيئا، مطيرا؛ وكان الربيع قليل المطر، شماليا؛ فإن النساء اللواتي تتفق (102) PageVW0P067B ولادتهن نحو الربيع يسقطن من أدنى سبب، واللواتي (103) يلدن منهن يلدن أطفالا ضعيفة الحركة (104) مسقامة، حتى أنها إما أن تموت على المكان، وإما أن تبقى منهوكة مسقامة طول حيوتها (105). وأما سائر الناس، فيعرض لهم اختلاف (106) الدم والرمد اليابس. وأما الكهول، فيعرض لهم من النزل ما يفني سريعا.
[commentary]
الشرح (107): متى كان الشتاء جنوبيا، دفيئا، مطيرا، كانت رطوبات الأبدان زائدة على المقدار الكائن في الشتاء الطبيعي، وتكون PageVW1P035A تلك (108) [TH2 62a] الرطوبات سائلة لدفء (109) الهواء، فإذا جاء الربيع قليل المطر شماليا، أي باردا يابسا، أوجب انعصار تلك الرطوبات وحركها (110) إلى أسفل، فمن كانت من النساء قد قاربت الولادة، كانت الرطوبات في بدنها وفي رحمها كثيرة جدا، لأجل احتباس (111) حيضها مدة الحمل فتكثر نزلاتها، وينزل (112) أكثرها إلى الرحم لقبوله بسبب تألمه بالثقل، فيزداد ابتلاله وثقله، فيستعد للإسقاط، PageVW0P068A فإن عرض لها سبب مسقط، ولو كان ضعيفا، أسقطت، لأجل الاستعداد؛ وإن لم يعرض لها ذلك وولدت، فإن ولدها يكون ضعيف (113) الحركة، لكثرة الرطوبات المرخية لأعضائه، ويكون مسقاما، لأن كثرة الرطوبة يكثر معها العفن وأمراضه. فإن كانت قوته ضعيفة، مات سريعا، لمصادفته فصلا على غير واجبه، وخصوصا على كيفية منافية للحيوة (114)، وإلا بقى منهوكا مسقاما طول حياته (115)، لأجل غلبة الرطوبات والعفونة. PageVW2P062B "وأما سائر الناس فيعرض لهم اختلاف الدم" أعني أنهم يكونون مستعدين لعروض ذلك فيهم، وذلك لأجل كثرة النوازل، فما نزل منها إلى الأمعاء وكان حادا أورث سحج الأمعاء. وسبب كثرة النوازل، كثرة المواد، مع قوة عصر الهواء لها. وأيضا رمدا، لكثرة ما ينزل من رؤوسهم إلى أعينهم، ويكون ذلك الرمد يابسا، لمنع برد الهواء ويبسه سيلان الدموع. "وأما الكهول فيعرض لهم PageVW0P068B من النزل ما يفني سريعا" أي ما يقتل سريعا، وذلك لأجل نفوذها في مجاري أرواحهم بسبب كثرتها. واختص الكهول بذلك (116) ، لضعف أعضائهم، لبرد مزاجهم. وأما المشايخ، فلغلظ رطوباتهم، لا تتمكن من النفوذ في تلك (117) المجاري الضيقة. ويجوز أن يقرأ "ما يفنى سريعا" أي ما يتحلل PageVW1P035B سريعا، وذلك لأن هذه النزلات يعقبها الصيف فيحللها، بخلاف نزلات الخريف والشتاء. وفي بعض النسخ: "ما لا يفنى PageVW2P063A سريعا" وله وجه، وذلك لأن بعض هذه النزلات يحتبس في الرئة ومجاريها، فتدوم، وربما ولدت السل (118).
[aphorism]
قال أبقراط (119): فإن كان الصيف قليل المطر شماليا، وكان الخريف مطيرا جنوبيا، عرض في الشتاء صداع شديد (120)، وسعال، وبحوحة، وزكام، وعرض لبعض الناس السل.
[commentary]
الشرح (121): الصيف الشمالي هو القليل الحرارة، الكثير اليبوسة، PageVW0P069A والخريف الجنوبي هو الدفيء، الرطب؛ ولا شك أن هذين الفصلين إذا كانا كذلك، لم يكونا (122) مؤلمين للأبدان، فلذلك لم يذكر أنه يعرض فيهما مرض، لكن يعرض لها (123) في الصيف يبوسة، فإذا جاء الخريف احتدت الرطوبة بقوة، فترطب الأبدان رطوبة زائدة، فإذا جاء الشتاء صادف برده أبدانا ذوات رطوبات (124) زائدة (125)، فمنعها (126) برده عن التحلل وعصرها، فما احتبس منها في الرأس أوجب الصداع. ويكون هذا الصداع شديدا، لكثرة المادة، ومع أنها لا تخلو من حدة لأن رطوبات (127) [TH2 63b] الخريف لا تخلو من حدة، لأن ما في الأبدان من الرطوبة يكون قد احتد جدا بيبوسة (128) الصيف. وما انحدر إلى الأنف، أوجب الزكام. وما انحدر إلى الحلق، أوجب البحوحة والسعال. ويعرض لبعض الناس السل، وذلك إذا نزلت المادة إلى الرئة، وكانت حادة؛ وهؤلاء هم المستعدون PageVW0P069B للسل، إما لهيئة أبدانهم، أو لضعف رئاتهم. وإنما لا (129) يعرض حينئذ اختلاف دم، لأن برد الشتاء ينقص حدة المواد، فلو نزلت إلى الأمعاء لم يكن لها قوة على إسحاجها.
[aphorism]
Halaman tidak diketahui