Syarh Fusul Abuqrat
شرح فصول أبقراط
Genre-genre
البحث الأول
في صلة هذا الفصل بما قبله وهو أن الإمام أبقراط لما بين لنا كمية الغذاء المستعمل في حال المرض وكيفيته أخذ يعرفنا في هذه الفصل عدد مراته فإنه ليس يكفينا في تغذية المرضى معرفة كمية الغذاء وكيفيته بل لا بد أن يعرف هل ينبغي أن يعطى من ذلك الغذاء مرة * واحدة (1580) * أو (1581) * مرتين (1582) فذكر في هذا الفصل الأمور التي يعرف منها ذلك.
البحث الثاني
في بيان معرفة المرات * في (1583) حال المرض وقوة العليل. قال الفاضل جالينوس الأعراض الأول في هذا الباب هي المرض وقوة المريض ثم بعدها الوقت الحاضر من أوقات السنة والسن والعادة. فإن هذه ليست في قوة الدلالة على معرفة * عدد (1584) المرات كتلك. ولذلك قال ينبغي أن يعطى الوقت الحاضر من أوقات السنة حظه من هذا والعادة * والسن والبلد (1585) . ومراد جالينوس بالمرض المادة الموجبة له فإن كثيرا ما يطلق المرض ويراد به المادة الموجبة ولم يقل ويجب له. وقد جاء ذلك في كلام * الإمام (1586) أبقراط حيث قال في ثانية هذه الكتاب البقايا التي تبقى من الأمراض من بعد البحران من عاداتها أن تجلب عودة من المرض.ولا شك أن مراده هاهنا بالبقايا ما يبقى من مادة المرض. * فإذا (1587) عرفت هذا فنقول قوة المريض * إذا (1588) كانت PageVW5P040B ضعيفة وحال البدن حال فساد ونقصان أي * مواده (1589) فاسدة قليلة فينبغي أن يعطى * طعاما (1590) قليلا * في (1591) مرات كثيرة. أما قلته فلأن القوة ضعيفة لا تحتمل الكثرة. وأما في مرات كثير فلأن حال البدن تحتاج إلى غذاء كثير لأن النقصان يحتاج إلى الزيادة والفساد يحتاج إلى التعديل، وإن كانت القوة ضعيفة والبدن * ليس (1592) بفاسد ولا ناقص فينبغي أن يعطى العليل غذاء قليلا في مرار قليلة. أما قلته فلأجل ضعف القوة فإنها لا تنهض * بهضم (1593) غذاء كثيرا. وأما قلة المرار فلأن المواد ليست بفاسدة وإن كانت القوة قوية وحال * البدن (1594) حال فساد ونقصان فينبغي أن يطعم طعاما كثيرا في مرات كثيرة. أما كثرته فلأن القوة قوية تفي بهضمه * وتغييره (1595) . وأما كثرة المرار فلأن المواد محتاجة إلى إصلاح وزيادة في المقدار، وإن كانت القوة قوية وحال البدن ليس حال فساد ونقصان بل هو ممتلئ فينبغي أن يعظم العليل طعاما * قليلا (1596) مرارا قليلة فإن القوة وإن كانت في هذه الصورة قوية غير أن البدن * محتاج (1597) إلى * التخفيف والتنقيص (1598) ولا شك أن قلة الغذاء تقلل المادة. هذا خلاصة ما ذكره الفاضل جالينوس في هذه الباب. والذي نقوله نحن في هذه الموضع إن * الإمام (1599) أبقراط لما تقدم وأمرنا بتلطيف التدبير في الأمراض الحادة وبنى الأمر فيها على أن القوة فيها ثابتة لا يخشى انحلالها بترك الغذاء لقصر المدة. وأمرنا أيضا بتغليظ التدبير في الأمراض المزمنة المحللة للقوة لطول مدتها أشار في هذه الفصل بأن لا يعطى الغذاء في هذه الأمراض كيف اتفق بل يعطى بعض المرضى الغذاء دفعة مرة واحدة وهو * من (1600) يكون أمراضه قصيرة المدة وقواه * باقية (1601) وغذاءه لطيف فإن * مثل (1602) هذا لا يحتاج إلى تقسيم الغذاء وبعض المرضى يعطون الغذاء في مرات وهم أصحاب الأمراض المتطاولة والقوى الضعيفة فإن قوي هؤلاء لا ينهض بهضم الغذاء دفعة فإذا قسم عليها حاد استمالها عليه وهضمها له وتوفر محاماتها عنه من الأشياء المفسدة له حتى يغتذي به. وهذا الوجه أجود من الوجه الذي ذكره الفاضل جالينوس لأن * ليس (1603) في كلام الإمام أبقراط ما يدل عليه بخلاف ما ذكرناه فإن كلامه النتقدم دال عليه بقي هاهنا * شيء (1604) آخر وهو قوله ويجعل ما يعطونه منه أكثر أو أقل * فإنه يحتمل أن يرجع الضمير فيه إلى (1605) المرات أنفسها أي يراد * عدد (1606) المرات PageVW1P016B أو تنقص على حسب الاحتمال ويحتمل أن يكون الضمير فيه على كل مرة مرة أي متفاوتة المقادير وهو أن يكون مرة أكثر ومرة أقل والوجهان جائزان. أما الأول فظاهر مما ذكرناه. وأما الثاني فتختلف باختلاف أحوال المرضى عند إعطاء الغذاء. فإن مقدار ما يعطى من الغذاء بعد الخروج من النوبة لا ينبغي أن يكون كمقدار ما يعطى منه قبل النوبة بل أكثر منه. وذلك ليكون مجيء النوبة والبدن قليل المادة فتخف النوبة وبعد انفصالها وانقضاء * غائلتها (1607) أكثر لأنه يقوي القوة هذا بعد أن تعلم أن الغذاء لا يجوز أن يكون غذاء محضا البتة PageVW5P041A بل لا بد وأن يكون فيه قوة * دوائية (1608) .
البحث الثالث
في كيفية استخراج المرات من الوقت الحاضر من أوقات السنة وما بعده. أما الصيف فقد عرفت أن * التحلل (1609) فيه متوفر والقوة * فيه ضعيفة (1610) . لذلك * فيطعم (1611) العليل * فيه (1612) مرات كثيرة قليلا قليلا. أما كثرة المرات فلإخلاف عوض ما تحلل من البدن. وأماقليلا قليلا فلأن القوة فيه ضعيفة لا تفي بهضم ما كثر مقداره. وأما الشتاء * فإن (1613) القوة فيه متوفرة في باطن البدن لتوفر الحرارة الغريزية هناك والتحليل فيه من الأبدان ليس بالكثرة فينبغي أن * يطعم (1614) العليل فيه مرات قليلة كثيرة المقدار. أما قلة المرات فالقلة التحليل. وأما كثرة المقدار فلنهوض القوة بهضم ما يستعمل. وأما الربيع فإن المواد فيه أخذه في السيلان وزيادة الحجم فتكون كثيرة المقدار والقوة الهاضمة فيه معتدلة لاعتدال المزاج، وذلك * لبقية (1615) انحصار الحار الغريزي في الأبدان عن تأثير الشتاء. وإذا كان كذلك فينبغي أن يغذا فيه * العليل (1616) بغذاء كثير المقدار قليل التغذية والمرات. أما كثرة المقدار فلنهوض القوة فتقوى على هضمه وإحالته. وأما قلة المرات والتغذية فلأجل تخفيف المادة. وأما الخريف * فإن (1617) القوة فيه ضعيفة لاختلاف هوائه ولسبق تحليل هواء الصيف * ومواده (1618) محترقة لحرارة الصيف المفرطة. ومع ذلك فهي أخذه في الاحتباس لميلان هوائه إلى برد يسير فينبغي أن يعطى العليل فيه غذاء قليل المقدار وفي مرات كثيرة. أما قلة المقدار فلضعف القوة فيه. وأما كثرة العدد فلإصلاح المادة فيه. هذا ما يتعلق بالأوقات. وأما العادة فاعلم أن من الناس من اعتاد الوجبة الواجبة * فمثل هذا (1619) الشخص لا ينبغي أن يثني في حال مرضه. ومنهم من اعتاد التثنية * ومثل (1620) هذه لا ينبغي أن يوجب في حال مرضه. وأما * البلدان (1621) * فحالها (1622) كحال أوقات السنة فإن الحارة منها كالصيف والبارد كالشتاء والمعتدلة كالربيع. وأما السن فالصبيان قد عرفت أن قواهم الهاضمة قوية وأبدانهم محتاجة إلى النمو * وما (1623) في أبدانهم ليس بزائد في الكمية فلذلك ينبغي أن يغذوا في حال المرض بما هو كثير المقدار والتغذية والعدد. أما الأول فلنهوض قواهم واستقلالها بهضم ما * يتناولونه (1624) . وأما الثاني والثالث فلأجل الزيادة في النمو. وأما الشباب * فلأن (1625) قواهم قوية وأخلاطهم متوسطة لكنها مائلة إلى الحدة والنمو فيهم خفي جدا فينبغي أن يعطوا في حال المرض من الغذاء ما هو متوفر المقدار في المرات قليلة. أما الأول فلنهوض القوة بهضمه * ولإصلاح (1626) كيفية موادهم. وأما الثاني فلخفاء النمو فيهم. * وأما الكهول (1627) موادهم وقواهم كالمتوسطة بين ذلك فينبغي لهم التوسط. وأما المشائخ فمن كان منهم في ابتداء الشيخوخة فتدبيرهم كتدبير الكهول PageVW5P041B ومن كان منهم في آخر الشيخوخة فأخلاطهم قليلة بسبب قوة الوارد لضعف الهضم وقوى هضمهم ضعيفة فينبغي لهم تقليل المقدار لضعف قواهم وكثرة المرات والتغذية لحفظ * قواهم (1628) فإنها في * مثل (1629) هذه الوقت على ما قيل كالسراج الضعيف الضوء فإنه * متى (1630) لم تمد بالرئت انطفأ، ومتى صبيت عليه * زيت (1631) متوفر المقدار انطفأ أيضا. فإن قيل إن هذا الحكم في التدبير لا يحتض بالمرض بل ويراعي في حال الصحة. وإذا كان كذلك فلم خصصه أبقراط بالمرضى دون الأصحاء؟ قلنا: لأن غالب الأمر في الأصحاء * أنهم (1632) لا يحتاجون إلى تقدير الأطباء * للغذاء (1633) . وذلك لأن شهوتهم تدعوهم إلى استعمال الغذاء وسكونها بكفيهم عن الزيادة فلذلك احتاج أبقراط أن يعطينا قانونا في ذلك والله أعلم.
18
[aphorism]
قال * أبقراط (1634) : * أصعب (1635) ما يكون احتمال الطعام على الأبدان في الصيف والخريف وأسهل ما يكون * احتمالها (1636) في الشتاء * ثم بعده في الربيع (1637) .
[commentary]
Halaman tidak diketahui