Syarh Fusul Abuqrat
شرح فصول أبقراط
Genre-genre
[aphorism]
قال أبقراط: إذا عرض اليرقان فى الحمى قبل اليوم السابع فهو علامة رديئة.
[commentary]
الشرح هاهنا مباحث ثلاثة.
البحث الأول
في الصلة وهو أن هذا الفصل كالمؤكد لحكمه في الفصل المتقدم فإنه لما قال إذا لم يكن إقلاع الحمى عن المحموم في يوم من أيام الأفراد فمن شأن تلك الحمى أن تعاود قال في هذا الفصل ولذلك صار اليرقان إذا حصل في الحمى في اليوم السادس، وهو المعنى بقوله قبل اليوم السابع، فهو علامة رديئة لدلالته على كثرة المادة بخلاف ما إذا كان عروضه PageVW1P114B في اليوم السابع فإنه يكون لدفع الطبيعة (621).
البحث الثاني
في معنى اليرقان وسببه. اليرقان هو انتقال لون ظاهر البدن إلى الصفرة أو إلى السواد لاستيلاء أحد المادتين اللتين هما (622) الصفراء والسوداء عليه من غير عفونة إذ لو كان هناك عفونة لولدت الصفراء غبا والسوداء ربعا. والأصفر له أسباب تسعة أحدها حرارة الكبد سواء كانت حرارته (623) ساذجة أو مادية والمادة مورمة أو غير مورمة فإن الكبد متى حصل لها ذلك ولدت معظم ما ينفذ إليها من صفو الكيلوس مادة صفراوية. وثانيها الإفراط في استعمال PageVW5P062B الأغذية والأدوية المسخنين فأيهما كان فإن معظم ما يتولد منه الصفراء. وثالثها سدة في مجرى المرارة بحيث أنها تمنع الصفراء من النفوذ إلى جهة المرارة ثم المعاء فترجع قهقري إلى جهة الكبد وتنفذ مع الدم. ثم هذه السدة تارة تكون في المجرى الأعلى للمرارة وتارة تكون في المجرى الأسفل. ورابعها دفع من الطبيعة لمادة حمى الغب. وقد يكون اندفاعها لكثرة مقدارها. ويفرق بينهما بما يعقب ذلك من الأعراض. وخامسها لذع زنابير خبثية أو قملة النسر فإن البدن متى حصل له ذلك أحال الوارد عليه وما فيه من المواد إلى الصفراء بسبب قوة حرارته. وسادسها تواثر غضب مفرط فإنه متى حصل ذلك جذب مواد البدن إلى ظاهره وأحرقها وجعلها صفراء. وسابعها احتباس عرق معتاد لا سيما في المحرورين فإنه متى حصل استولى ما هو معتاد للتحليل من الصفراء وأحال (624) لون البدن إلى الصفرة. ولذلك ما يكثر اليرقان عند هبوب الرياح الشمالية وفي الشتاء القوي البرد. وثامنها ضعف القوة المميزة التي في الكبد والقوة المميزة التي في الكبد. والقوة المميزة هي عبارة عن دافعة العضو الدافع كالكبد مثلا وجاذبه العضو الجاذب كالمرارة مثلا. ولا شك أنه متى حصل ذلك بقيت الصفراء مخالطة للدم ونفذت معه إلى الأعضاء وغيرت لون ظاهرها إلى الصفرة. وتاسعها ضعف دافعة الكبد فقط فإنها متى حصل لها ذلك بقي معظم الصفراء محتبسا في الكبد ونفذ مع الدم لضرورة قاهرة (625).
البحث الثالث:
اليرقان له علامات عامة وعلامات خاصة. فالعامة أربع أحدها احتباس البراز وذلك لميل المنية على PageVW5P063A دفعة إلى ظاهر البدن. وثانيها بياض البراز وذلك لميل الصابغ له إلى ظاهر البدن. وثالثها بياض اللسان لأنه من الأعضاء الباطنة واليرقان المواد فه مائلة إلى الظاهر. ورابعها بياض البول ثم اصفراره وصفرة الزبد ثم سواده وغلظ قوامه وشدة رائحته. ومثل هذا اللون متى عرض في اليرقان أنذر بزواله لدلالته على انفتاح السدة وخروج المواد المحتبسة التي استفادت السواد بسبب الاحتباس. والخاصة بسبب سبب. أما الكائن عن الحرارة فيدل علىيه شدة الالتهاب والعطش المفرط ونحافة البدن والانتفاع باستعمال المبردات ضمادا فيما دون الشراسيف في الجانب الأيمن أو شربا وأكلا فإن كان هناك ورم دل عليه صلابة الموضع غير أن الرجيع لا يبيض في حرارة الكبد كابيضاضه في السددي بل ربما انصبغ أكثر من انصباغه في حال الصحة. ويفارقه بوجه آخر وهو أن المزاجي لا يكون فيه ثقل في الجانب الأيمن كما في السددي. ويخص أيضا أن يكون حدوثه بالتدريج. وأما الكائن عن الأغذية والأدوية المسخنين فوجود السبب دال عليه. وأما السددي فيدل علىيه ثقل في الجانب الأيمن إلى جهة السفل غير أنه متى كانت السدة في المجرى الأعلى من المرار كان زوال صابغ البراز قليلا قليلا لأن كيس المرارة لا بد وأن يكون فيه شيء من الصفراء ينصب أولا فأولا إلى جهة المعاء، وإن كانت في المجرى الأسفل حصل ذلك دفعة. وأما الكائن لدفع الطبيعة فيدل عليه ما يعقبه من الخفة والراحة ومقاومة الحمى والكائن للكثرة بضد ذلك. والكائن للذع الزنابير يعرف من وجود سببه. وكذلك الكائن PageVW5P063B عن تواتر الغضب وعن احتباس العرق. والكائن عن ضعف المميزة يعرف بلون البول والبراز وهو أن يكون مائلا إلى الحمرة لاختلاط الدم بالمرة النافذة إلى المرارة. والكائن عن ضعف الدافعة يعرف بضعف شهوة الطعام (626).
Halaman tidak diketahui