Syarh Fusul Abuqrat
شرح فصول أبقراط
Genre-genre
الشرح هاهنا مباحث أربعة.
البحث الأول
في الصلة: وهو أنه لما ذكر حكم المرة السوداء في ابتداء المرض في الفصل المتقدم، ذكر في هذا الفصل حكم خروجه في آخره غير أنه يجب أن دلالتها على الشر في الابتداء أبلغ من دلالتها عليه بعد ذلك فإنها لن يعرض لها ذلك في الابتداء إلا لقوة السبب بخلاف ذلك فيما بعد فإن حدوثها يكون لطول المدة ولدوام التأثير.
البحث الثاني:
قوله «من أنهكه» الإنهاك فى العرف الطبي لا يقال إلا لمن فارقه مرضه. وأما ما دام المرض بعد موجودا فإنه يقال إن مرضه أضعفه أو استولى على قوته أو قوي عليه، ولا شك من فارقه مرضه لا يتولد في بدنه شيء مما ذكره (331)، وإذا كان كذلك فليس مراده أبقراط بالإنهاك المشهور العرفي بل مراده الإضعاف والاستيلاء (332). ولا شك أنه عند ذلك يحصل في بدنه ما ذكره من المواد الرديئة، غير أنه إن كان الضعف مرضا حادا كانت السوداء احتراقية، وإن كان الضعف مرضا مزمنا كانت السوداء جمودية، وإن كان الضعف إسقاطا أي سقوط الجنين فإنه يوجب الإنهاك بفرط الاستفراغ وإن كانت السوداء جمودية (333) أيضا لضعف الحار الغريزي. وقوله «أو غير ذلك» أي هم مفرط أو غم مفرط والمتولد عن ذلك السوداء الجمودية أيضا لضعف الحار الغريزي (334).
البحث الثالث
قوله «ثم خرجت منه مرة سوداء»: قوله «خرجت» يفهم منه أمران: أحدهما أن خروجها (335) ليس هو في الابتداء فإن هذه اللفظة دالة على الترتيب؛ وثانيهما أن خروجها ليس هو لاستعمال دواء مسهل يخرجها، فإنه لو كان الحال كذلك لكان قال «ثم أخرجت»، وأيضا لو كان خروجها كذلك لم يكن ذلك منها دالا على أن الموت يكون في غد ذلك اليوم. ولا شك أن خروجها متى كان كذلك فإنه يكون علامة موت عاجل غير أن قوله «يموت في غد ذلك اليوم» العمدة فيه على الاستقراء والتجربة لا على أنه برهان.
البحث الرابع:
المفهوم من قوله «مرة سوداء» أي الاحتراقية المتولدة في المرض الحاد ومن قوله PageVW5P030A «أو بمنزلة الدم الأسود» الجمودية المتولدة في المرض المزمن أو من الإسقاط أو غير ذلك على ما عرفته. ويكون (336) الفرق بين هذا وبين الدم الخارج أن الدم يجمد وهذا يبقى دائبا.
24
Halaman tidak diketahui