177

قد عرفت أن الربيع معتدل غير أنه مائل إلى حرارة سماوية ورطوبة لطيفة صالحة، والصبيان ومن يتلونهم في السن كالفتيان حالهم كذلك فهو موافق لهم للمناسبة. وذكر أبقراط أول الصيف لأن أول كل فصل شبيه بآخر الفصل الماضي. قال جالينوس: وغرضه بذكر * هذا (1144) توسيع في الانتفاع بكل واحد من الأوقات. وأما باقي الصيف وأول الخريف فإن المشايخ فيهما أحسن حالا، وذلك لبرد * أمزجتهم (1145) فيعتدل بحرارة الوقتين المذكورين. وابتدأ أبقراط بذكر الربيع من الفصول لأنه * أعدلها (1146) ، وبذكر * الصبيان (1147) من الأسنان لأنهم أول الأسنان في الكون. ثم ذكر بعد * الربيع (1148) وأول الخريف لأنه موافق لآخر الأسنان الذين هم * المشائخ (1149) . وأما باقي الخريف والشتاء فيوافق * المتوسطون (1150) بين ذلك وهم الشبان والكهول. أما الشبان * فلانكسار (1151) حدة * المرار (1152) المتولد في أبدانهم في الوقتين المذكورين، وذلك لبرد * مزاجها (1153) . وأما الكهول فلأن الهضم يقوى فيهم في الوقتين المذكورين ولم * يخف (1154) من برد الهواء أن يتوغل إلى باطن أبدانهم فيؤذيها PageVW5P155B كما يؤذي ذلك المشايخ لأن الحرارة الغريزية في بواطن الكهول أوفر مما هي في بواطن المشايخ، وهذا القدر وإن كان يحصل للصبيان وينتفعون PageVW1P089A بالشتاء غير أن نفع الربيع لهم أكثر من نفع الشتاء لأنه أنسب لهم وهو مع ذلك * مقو (1155) للهضم لأن حره ضعيف. فإن قيل: فعلى هذا فالربيع أوفق للكهول من الشتاء لأنه قد جمع بين الاعتدال وتقوية الهضم فإن حره ضعيف وبرد الشتاء قوي وهم أحوج إلى حر يعدل * أمزجتهم (1156) ، فنقول إن برد الكهول ليس * بقوي (1157) حتى يحتاج إلى التسخين بل لو قيل إن مزاجهم معتدل لصح لأن حرارتهم لم تنقص عن حرارة الشبان المفرطة نقصانا ظاهرا. وأما يبسهم فهو ظاهر والشتاء * أرطب (1158) وهم أحوج إلى الترطيب من التسخين، فلذلك كان التشاء أوفق لهم.

البحث الثالث:

إذا عرفت أحكام الفصول بحسب الأسنان، عرفت أحكامها بحسب الأمزجة. فإن المحرورين كالشبان والمبرودين كالمشائخ والمتوسطين بين * ذلك (1159) كالصبيان، * وذلك (1160) يعرف منه أحكام البلدان، فإن الباردة أصح ما تكون في الصيف والحارة في الشتاء والمعتدلة في الربيع والرطبة المعتدلة في الحرارة والبرودة في * الخريف (1161) .

19

[aphorism]

قال أبقراط: * والأمراض (1162) كلها تحدث في أوقات السنة كلها إلا أن بعضها في بعض الأوقات أحرى بأن تحدث وتهيج.

[commentary]

الشرح هاهنا مباحث خمسة.

البحث الأول

في صلة هذا * الفصل (1163) بما قبله: وهو أنه لما ذكر في الفصل المتقدم ما تؤثره الفصول في الأبدان من النفع، ذكر في هذا ما تؤثره من الضرر بحسب الاستعداد.

Halaman tidak diketahui