154

قال أبقراط: التشنج يكون من الامتلاء ومن الاستفراغ، وكذلك الفواق.

[commentary]

قال عبد اللطيف : التشنج حركة العصب نحو المبدأ لا عن إرادة، بل عن تقلص، إما لرطوبة مفرطة وهو الامتلاء، وإما ليبس مفرط وهو الاستفراغ، كما يعرض للأوتار إذا رطبت فإنها تقصر حتى لعلها تنقطع، وكما يعرض للجلود إذا مستها النار أو الشمس (241) الحارة فإنها تتقلص وتقصر. وكذلك الفواق فإنه تشنج عضو مخصوص، وهو شبيه بحركة القيء لكنه PageVW3P109B أشد وأعنف، وكأن القيء تتقلص فيه (242) المعدة لدفع شيء مصبوب في خوائها (243)، والفواق تتقلص معه المعدة لدفع شيء متشرب (244) في جرمها، فلذلك كانت حركته أعنف. وقد يكون الفواق لدفع الشيء المؤذي وقذفه، كمن شرب فلفلا (245) وحده أو مع عسل ثم شرب بعده شرابا ممزوجا بماء حار فإنه يعرض له على المكان فواق لأن سخونة ذلك الشراب توصل الفلفل إلى عمق جرم المعدة فتتأذى بحرافته وتروم دفع المؤذي عنها بحفز واستكراه، وقد يحصل لها الفواق لغلبة اليبس والاستفراغ.

[فصل رقم 303]

[aphorism]

قال أبقراط: من عرض له وجع فيما دون الشراسيف من غير ورم ثم حدثت به حمى، حلت ذلك الوجع عنه.

[commentary]

قال عبد اللطيف: الوجع لا يطلق على اللذع والحرقة، لكن إنما يطلق على الألم من ورم صفراوي أو دموي أو غيرهما، وعلى الألم بسبب سدد (246) PageVW2P116B أو سوء (247) مزاج مفرط مختلف، أو بسبب (248) ريح غليظة نافخة لا منفذ لها، ومن شأن الحمى أن تشفي هذه الأسباب لأنها تقطع وتحلل وتذيب وتلطف وتصير المزاج المختلف إلى حال استواء.

[فصل رقم 304]

[aphorism]

Halaman tidak diketahui