Sharah Diwan Mutanabbi
شرح ديوان المتنبي
Genre-genre
وعبر أبو الطيب بموضع يعرف بنجة الطير حتى خرج إلى مساء يعرف بنحل بعد أيام، فلقي عنده في الليل ركبا وخيلا صادرة عن كافور فأخذهم وتركهم، ولما قرب من النقاب رأى رائدين لبني سيلم على قلوصين، فركب الخيل وطردهما حتى أخذهما، فذكرا له أن أهلهما أرسلوهما رائدين، فلما أمنهما استبقاهما ورد عليهما متاعهما، وسار معهما حتى توسط بيوت بني سليم آخر الليل، فأكرمه ملاعب بن أبي النجم وذبح له، ثم غدا فسار إلى النقع فنزل ببادية من معن وسنبس، وهناك أكرمه عفيف المعنى وذبح له. ثم غدا من عنده فسار يومه وبعض ليلته، وعند الصباح دخل حسمى، وهي أرض طيبة خصبة، وبها جبال شاهقة.
وكان بنو فزارة شاتين بها، فنزل الشاعر بقوم من عدي فزارة، وطاب له المقام فلبث شهرا. ثم ظهر له فساد عبيده - وكان كافور قد كتب لمن حوله من العرب ووعدهم - فأنفذ رسولا إلى فتى بني فزارة ثم من بني مازن، وهم قوم يؤثر عنهم رعاية الجوار. ثم سار إليه في الليل، والقوم لا يعلمون رحيله، ولا يشكون أنه يريد البياض فأخذ طريق البياض حتى بلغ رأس الصوان قتوقف، وأنفذ رسولا إلى عرب بين يديه، وأراد أحد عبيده أن يخونه فضرب أبو الطيب وجهه بالسيف، وأمر الغلمان فقطعوه، وفي ذلك العبد قال أبو الطيب:
أعددت للغادرين أسيافا ... ... ... إلخ
ويقول ارتجالا في هجاء وردان:
إن تك طيئ كانت لئاما
فألأمهم ربيعة أو بنوه
إلى آخر الأبيات.
وكان رسول أبي الطيب قد عاد إليه وليس معه خبر عن العرب التي طلبها، فسار على بركة الله إلى دومة الجندل، وذلك لإشفاقه من أن تكون عليه عيون بحسمى تعلم أنه يريد البياض، وورد الشاعر البويرة بعد ثلاث ليال، ولما توسط الشاعر بسيطة - وهي أرض بقرب الكوفة - رأى بعض عبيده ثورا، فقال: هذه منارة الجامع، ونظر آخر إلى نعامة، فقال: هذه نخلة، فضحك أبو الطيب وقال:
بسيطة مهلا سقيت القطارا
تركت عيون عبيدي حيارى
Halaman tidak diketahui