Terjemahan Syarahan Diwan al-Mutanabbi
شرح ديوان المتنبي
Penyiasat
مصطفى السقا/إبراهيم الأبياري/عبد الحفيظ شلبي
Penerbit
دار المعرفة
Lokasi Penerbit
بيروت
- الْمَعْنى ذكرت يعْنى بِالربعِ وصلا قصرت أَيَّامه حَتَّى كَأَنَّهُ لم يكن لسرعة انقضائه وعيشا وشيك الِانْقِطَاع كأنى قطعته بالوثوب وَهُوَ أسْرع من المشى والعدو وَقَالَ الواحدى قَالَ القاضى أَبُو الْحسن المصراع الْأَخير من قَول الهذلى
(عَجِبْتُ لسَعْىِ الدَّهرِ بينى وبينَها ... فلماَّ انقضَى مَا بَيْننَا سَكَن الدَّهرُ)
فَقَالَ جعل أَبُو الطّيب السعى وثبا وَلَيْسَ الْأَمر على مَا ذكره فَإِن بَيت الهذلى بعيد من معنى أَبى الطّيب لِأَن الهذلى يَقُول عجبت كَيفَ سعى الد هر بَيْننَا بالإفساد فَلَمَّا انْقَضى مَا بَيْننَا سكن عَن الْإِصْلَاح وَلم يسع فِيهِ سعية فى الْإِفْسَاد وأى تقَارب لهَذَا الْمَعْنى من معنى أَبى الطّيب وَظن القاضى أَن معنى بَيت الهذلى عجبت لسرعة مضى الدَّهْر بأيام الْوِصَال فَلَمَّا انْقَضى الْوَصْل طَال الدَّهْر حَتَّى كَأَنَّهُ سكن وَقَالَ أَبُو الْفَتْح يُرِيد قصر أَوْقَات السرُور وَمن أظرف مَا سَمِعت فِيهِ قَول الْوَلِيد ابْن يزِيد
(لَا أسألُ اللهَ تَغْيِيرًا لِمَا صَنَعَتْ ... نامَتْ وَقد أسْهَرَتْ عينىَّ عَيْناها)
(فاللَّيْلُ أطْوَل شَىْءٍ حِينَ أفْقِدُها ... واللَّيْلُ أقْصَرُ شَىْءٍ حٍ ينَ ألْقاها)
وَالشعرَاء أبدا يذكرُونَ قصر أَوْقَات السرُور وَأَيَّام اللَّهْو وَسُرْعَة زَوَالهَا وَهُوَ كثير جدا فَنَذْكُر مِنْهُ الْجيد إِن شَاءَ الله تَعَالَى فَمن أحْسنه قَول بعض الْعَرَب
(لَيْلِى وليْلَى نَفى نوْمى اختلافُهُما ... حَتَّى لقَدْ تركانِى فى الهَوَى مَثَلًا)
(يَجُودُ بالطُّولِ ليْلِى كلما بَخِلَتْ ... بالطوْل ليْلَى وَإِن جَادَتْ بِهِ بِخلاَ)
فَهَذَا ترى فِيهِ من الجناس الذى ترى مَا يعجز عَنهُ وَقَالَ البحترى
(فَلا تَذْكُرَا عَهْدَ التَّصَابِى فإنَّهُ ... تقضَّى وَلم نَشْعُرْ بِهِ ذَلِك العَصْرُ)
وَقَالَ الآخر
(ظَلِلْنا عِنْدَ دَارِ أَبى نُعَيم ... بِيَومٍ مِثْلَ سالِفَةِ الذُّبابِ)
شبه فى الْقصر بعنق الذُّبَاب وَمثله لجرير
(وَيَوْمٍ كإبْهَامِ القَطاةِ مُزَّيَّنٍ ... إلىَّ صِباهُ غالِبٍ لِىَ باطِلُهْ)
وَقَالَ الآخر
(كأنّ زَمانَ الوَصْلِ نوْمٌ معرِّس ... أَلا إنّ أيَّامَ السُّرُورِ قِصَارُ)
وَمَا أحسن قَول الرضى
(يَا لَيْلَةً كادَ مِنْ تَقاصُرِها ... أنْ يَعْتَرِيها العَشِىُّ بالسَّحَر)
وَأحسن مَا قيل فى هَذَا قَول متمم بن نُوَيْرَة
(فَلَمَّا تَفَرَّقْنا كأنى وَمالِكا ... لِطول اجتماعٍ لم نَبِت ليلَةً مَعا)
1 / 58