============================================================
(القدر] قال سيف الحق في أصوله(1): ثم القدر على وجهين، أحدهما: الحد الذي يخرج عليه كل شيء على ما جعله عليه؛ من خير أو شر، من حسن أو قبيح، من حكمة أو سفه، وهو تفسير الحكمة؛ أن يجعل كل شيء على ما هو عليه، ويقدر كل شيء على ما يليق به، فمتى أوجده على ما تقتضي الحكمة وجوده عليه كان حكيما.
ولهذا قال أهل الحق: خلق فعل الكفر ليس بسفه، وإنما يكون سفيها من يقصد تحصيل السفه حكمة، وتحصيل القبيح حسنا، فأما إيجاد ما هو حسن حسنا، وما هو قبيخ قبيحا يكون حكمة لا سفها، كالإخبار بالشييء على ما هو به يكون صدقا.
والوجه الثاني: القدر هو بيان ما يقع عليه كل شيء من زمان ومكان، وما له من الثواب والعقاب، هذا هو تفسير لفظ القدر، وهو مذهب أهل الشنة والجماعة.
والحديث المشهور عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: القدر خيره وشره من الله تعالى، وحديث سعد بن أبي وقاص عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: أربع من كن (1) سيف الحق هو أبو المعين النسفي (418-508 ها: ميمون بن محمد بن محمد بن معبد بن مكحول، الحنفي، عالر بالأصول والكلام، كان بسمرقند وسكن بخارى، ولد: 418 ه وتوفي: 508ه من كتبه: بحر الكلام، وتبصرة الأدلة، كلاهما في الكلام، والتمهيد لقواعد التوحيد، والعمدة في أصول الدين، والعالر والمتعلم وايضاح المحجة لكون العقل حجة، وشرح الجامع الكبير للشيباي في فروع الحنفية، ومناهج الأثمة في الفروع. (الأعلام)
Halaman 75