============================================================
12 في التحذير عن طلب ما حظر عن العباد علمه، ثم أخبروا عن نص التهي ورد حكمه يقولهم: فإن الله تعان طوى علم القدر عن أنامه، ونهاهم عن مرامه، كما قال تعاك: { لا يتقل عما يفعل وهم يستلوب) [الأنبياء: 23]، فمن قال: لم فعل؟ فقد رد حكم الكتاب، ومن رد حكم الكتاب كان من الكافرين، وإنما قالوا ذلك لأن رد ما ثبت بدليل مقطوع به يكون كفرا، ثم ذكر الطحاوي قولهم على نسق ما تقدم.
وأما قولهم: (فهذا جملة ما يحتاج إليه من هو منور قلبه من أولياء الله تعالى) .
قال أبو حفص الغزنوي: كأنهم أرادوا بقوهم: فهذا جملة ما يحتاج إليه من هو منور قلبه من أولياء الله تعالى، أي: إنما يدري هذا ويقف عليه من نور الله قلبه بكمال اليقين، على ما قال تعالى: ( يهرى الله لنوره من يشله ) [النور: 35]، وإن كان كل مكلف محتاج(1) إليه احتياج الوجوب واللزوم؛ فلا(4) بد له من تحصيله والقيام به، وهذا كما قال تعاى في حق القرآن إنه هدي للمتقين، وإن كان هذا للكل كان من آمن به واتبعه كان له هدي ونورا يستضيء به، وحجة له وتبصرة، ومن أعرض عنه ولر يؤمن به كان حجة عليهم، كما قال الله تعاى: { قل هو للذيب ء امنوا هدى وشفان والذين للا يوهنوب فى (1) في الأصل: محتاج (2) في الأصل: لا.
Halaman 121