============================================================
14 للعلم قطعا، وهي الكتاب بلا شك، والخبر المروي بلا إفك، وهو المتواتر، وإجماع الأمة.
وما اشتبه عليه من متشابهات الكتاب والخبر المتواتر، فيؤمن بمراد الله تعا ومراد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وينفي عن الله تعالى مشابهة الخلق عملا بالنص المحكم، وهو قوله تعالى: ( ليس كمئله شعت وهو السميع البصير) [الشورى: 1)، ويصفه بما وصف به نفسه في صورة التوحيد والإخلاص، ويعتقذ أن الله تعاى سمع منه الحافظ الدمياطي عبد المؤمن ببغداد. وتوفي بها بعد الخمسين وست مثة. وذكره الصاحب ابن العديم في (تاريخ حلب)، وقال: فقيه حسن عارف بالفقه والأصول، وكان يلبش لبس الأجناده القباء والشربوش، عرض عليه الإمام المستنصر قضاء القضاة ببغداد، وأن يلبس العمامة، فامتنع عن ذلك.
قال ابن العديم: وبلغني أن اسمه أولا منكوبرس، فسعي بكبرس، وكان خيرا، ورعا ، فقيها، فاضلا، حسن الطريقة، ولمريتفق لي به اجتماع حين قدم حلب، ولا حين قدمت بغداد.
وأخبرث أنه كان على الرق ولر يعتقه مواليه، وكذا عادة الخلفاء ببغداد، وأنه تزوج بامرأة حرة لها ثروة، وولد له منها بنث، وماتت المرأقه وورثت ابنته منها مالا وافرا، وماتت البنت، فجمع جميع ما كان لابته، وسيره للإمام المستنصر، وقال: أنا عبد لا أرث من ايتي شيئأ وهي حرة، فرده عليه، وأذن له في التصرف فيه على حسب اختياره.
قال: وتوفي ببغداد في اوائل ربيع الأول سنة اثنتين وخمسين وستمائة، ودفن إلى جانب قبر أبي حنيفة في القبة بالؤصافة كتب عنه الحافظ الدمياطي، وذكره في معجم شيوخه.
انتهن من الجواهر المضية في طبقات الحتفية للقرشي رحمه الله، تحقيق البحاثة محمد عبدالفتاح المحلو (ترجمة رقم 378، ج1: ص 462، 463).
Halaman 104