============================================================
ومعناهما الاصطلاحي قد تقدم، فهو عند أهل الحق من الأشاعرة وغيرهم من المليين: من قال له الله - تعالى- ممن اصطفاه من عباده: أرسلتك إلى قوم كذا او إلى الناس جميعا، أو بلغهم أو نبهم عني، ونحوه من الألفاظ المفيدة لهذا المعنى.
ولا يشترط في الإرسال شرط من الأغراض والأحوال المكتسبة بالرياضة والمجاهدات والخلوات والانقطاعات، ولا استعداد ذاتي من صفاء الجوهر وذكاء الفطرة كما يزغمه الحكماء، بل الله سبحانه يختص برحمته من يشاء من عباده: والنبوة رحمة وموهبة متعلقة بمشيئته فقط، وهو الله أعلم حيث يجعل رسالته [الأنعام: 124]، وهذا بناء على القول بالقادر المختار الذي يفعل ما يشاه ويختار ما يريد.
وأما الفلاسفة فقالوا: النبي: ما اجتمع فيه خواص ثلاث: أحدها: أن يكون له اطلاع على الغيبيات.
ورد بأن الاطلاع على جميع الممكنات لا يجب للنبي اتفاقا، ولهذا قال سيد الأنبياء: ولو كنت أعلم الفيب لاستكثرت من الخير وما مسنى الشوة (الأعراف: 188]، والاطلاع على البعض لا يختص بالنبي: وثانيها: أن يظهر منه الأفعال الخارقة للعادة لكون هيولى عالم العناصر طبيعة له منقادة لتصرفاته اتقياد بدنه لنفسه، فإن النفوس الإنسانية بتصوراتها مؤثرة في المواد البدنية.
قلنا: هذا بناء على تأثير النفوس في الأجسام وأحوالها، وقد بينا بطلانه بما سلف من أن لا مؤثر في الوجود إلا الله سبحانه.
وثالثها: أن يرى الملائكة مصورة بصور محسوسة ويسمع كلامهم وحيا من الله تعالى، ولا يستنكر أن يحصل له في يقظته مثل ما يحصل للنائم في نومه لتجرد نفسه عن الشواغل البدنية وسهولة انجذابه إلى عالم القدس، فإذا انجذبت إليه واتصلت به في يقظته شاهدت المعقولات كمشاهدة ثاي افرخ العقايد العضديةا94-11/96312011/1/24:
Halaman 91