============================================================
بر اسا المزاوم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء وإمام المرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين وبعد؛ فإن أعلى ما تسمو إليه أعناق الهمم، وأجل ما يتنافس فيه أخيار الأمم: تحلية النفس بالعلوم النافعة تصؤرا وتصديقا، والعمل بمقتضاها لبلوغ رتبة الكمال الإنساني تحقيقا.
ومن أتمها فائدة، وأشرفها مرتبة: علوم الشريعة التي هي وسيلة السعداء الى نيل رضوان الملك الأعلى، ودخول جنة الخلد وملك لا يبلى.
وإن من أشرفها موضوعا، وأنفعها أصولا وفروعا، وأقومها محجة، وأوضحها خجة: علم العقائد الدينية الإسلامية، وما يوصل إليها من البراهين القطعية.
ولذا تنافس فيه فضلاء العلماء، وجرت أقلامهم في مضمار أرجاءه الواسعة، وقد خص الله عل بعضهم بزيادة الذكاء، فجمعوا المعاني الغزيرة في كلمات قليلة صارت معالما للاهتداء، وكان منهم الشيخ العلامة عضد الملة والدين: عبد الرحمن الايجي صاحب كتاب "المواقف" في أصول الدين، حيث صنف متن العقائد المعروفة بالعضدية، جمع فيه قواعد أركان العقيدة الإسلامية، وأشار إلى أصولها وفروعها بعبارات رشيقة ونكت لوذعية، فصار هذا المتن المتين محط أنظار المدققين والمحققين، يتدارسون معانيه، ويتفحصون مبانيه، ويستخرجون ما حواه من جليل المضامين اال ومن أيسر وأوضح الشروح على متن العقائد العضدية، شرح الشيخ حسين بن شهاب الدين الكيلاني الشافعي المكي رحمه الله تعالى، وذلك ليسر منهجه اللطيف الذي يسهل على الطالب والقارى الوصول إلى أهم المعاني،
Halaman 5