الافتقار دائما إلى الجملة، وبأنها كسرت حيث لا شيء يقتضي الجر في قوله "من الوافر":
٩- نَهَيْتُكَ عَنْ طِلاَبِكَ أُمِّ عَمْرٍو ... بِعَافِيَةٍ وَأَنْتَ إذٍ صَحِيحُ
قيل: ومن تنوين العوض ما هو عوض عن كلمة، وهو تنوين "كل" و"بعض" عوضا عما يضافان إليه، ذكره الناظم.
والرابع: تنوين المقابلة، وهو اللاحق لنحو "مسلمات" مما جمع بألف وتاء، سمي بذلك لأنه في مقابلة النون في جمع المذكر السالم في نحو "مسلمين"، وليس بتنوين الأمكنية، خلافا للربعي؛ لثبوته فيما لا ينصرف منه، وهو ما سمي به مؤنث: كأذرعات لقرية، ولا تنوين تنكير لثبوته مع المعربات، ولا تنوين عوض وهو ظاهر، وما قيل إنه عوض عن الفتحة نصبا مردود بأن الكسرة قد عوضت عنها.
"من علامات الاسم النداء":
"وَالنِّدَا" وهو الدعاء بيا أو إحدى أخواتها، فلا يرد نحو: ﴿يَا لَيْتَ قَوْمِي
_________
٩- التخريج: البيت لأبي ذؤيب الهذلي في خزانة الأدب ٦/ ٥٣٩، ٥٤٣، ٥٤٤؛ وشرح أشعار الهذليين ١/ ١٧١؛ وشرح شواهد المغني ص٢٦٠؛ ولسان العرب ٣/ ٤٧٦ "أذذ"، ١١/ ٣٦٣ "شلل"، ١٥/ ٤٦٢ "أذ"؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٤/ ٣٠١؛ وتذكرة النحاة ص٣٧٩؛ والجني الداني ص١٨٧، ٤٩٠؛ وجواهر الأدب ص١٣٨؛ والخصائص ٢/ ٣٧٦؛ ورصف المباني ص٣٤٧؛ وسر صناعة الإعراب ص٥٠٤، ٥٠٥؛ وشرح المفصل ٣/ ٢٩، ٩/ ٣١؛ والمقاصد النحوية ٢/ ٦١.
اللغة: بعافية: عندما كنت معافى.
المعنى: لقد حذرتك من هوى أم عمرو عندما كنت معافى سليما، وها أنت الآن تقاسي ما كنت قد حذرتك منه وأنت صحيح القلب.
الإعراب: نهيتك: فعل ماض مبني على السكون، و"التاء": ضمير متصل في محل رفع فاعل، و"الكاف": ضمير متصل في محل نصب مفعول به: عن طلابك: جار ومجرور متعلقان بـ"نهيتك"، و"الكاف": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. أم: مفعول به لـ"طلاب" منصوب بالفتحة. عمرو: مضاف إليه مجرور بالكسرة. بعافية: جار ومجرور متعلقان بـ"نهيتك". وأنت: "الواو": حالية، "أنت": ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. إذ: ظرف للزمان الماضي في محل نصب مفعول فيه متعلق بـ"صحيح". صحيح: خبر "أنت" مرفوع بالضمة.
وجملة "نهيتك": ابتدائية لا محل لها. وجملة "وأنت صحيح": في محل نصب حال.
والشاهد فيه قوله: "إذ" حيث نون "إذ" دون أن تسبق بما تضاف إليه "يومئذٍ، حينئذٍ ... " واعتبر أن الأصل "حينئذٍ" ثم حذف "حين"، وأبقى على الجر.
1 / 32