279

Sharh Anfas Ruhaniyya

Genre-genre

============================================================

شرح الأنفاس الروحانية ذلك: لأن الهمة أعلى من الأرادة عندهم على ما يعرف من باب الإرادة والهمة عقيب ذلك، والحق أعلى من الحقيقة عندهم أيضا، وهذا قال الشبلي فيا سبق: "الباطن عند الظاهر حقيقة، والسر عتد الباطن حق، ثم السر أعلى من الباطن، إذ هو باطن الباطن" جعل الحق استما لما هو أعلى، والحقيقة استما لما هو آدنى قال ابن عطاء فيما سيق: "الحقيقة اسم العبد" ومعلوم آن العيد أدنى من الحق، والحق هو الله تعالى على ما قال جل وعلا أن الله هو الحق المبين، فإذا ثبت أن الحق أعلى من الحقيقة عندهم وثبت أن الهمة أعلى من الأرادة ومست الحاجة إلى تسميتها حقا، وحقيقة وجب أن يجعل الأعلى استما لما هو أعلى، وأدنى اسما لما هو آدنى فيسمى الهمة حقا، والارادة حقيقة فافهم إن شاء الله وحده .

وقال الشبلي: "إن لكل حق حقيقةه أي: لكل إرادة همة لست أدرى أن هذا التفسير قول الشبلى، أو قول غيره والأقرب آنه من غيره والصحيح في تفسير ذلك أن يقول يعني لكل إرادة همة تجعل الإرادة للهمة، لا الهمة للارادة؛ لأن الهمة أعلى كما أشرنا إليها من قبل ولأن الإرادة مما يكثر للنفس، والقلب في باب أمور الدنيا والهمة في اصطلاحهم شييء لا يكون إلا لأمور الدين والأرادة تتسافل فإن العقاب وملذوذ وجده بالعذاب، حالة تعلق الارادة به، وكان معدوما في حقه، فخصص ذلك بارادت ليوجد في حقه، فاذا وجده تعلقت ارادته باستمرار ما حصل، وهو معدوم اذ ذاك فالارادة إن نشأت في القلب على مقتضى غلبة الحكم القلبي فيطلقونها ويريدون بها إرادة التمني سواء تعلقت بالمطالب العالية أن الدانية، ولذلك قال: وهي يعني ارادة التمني منه، أي: من القلب يريدون بها أيضا.

إرادة الطبع: إن نشأت من القلب على مقتضى غلبة حكم النفس عليه، فإنها إذن تجديد إلى شبح الطبيعة القاضي بإتيانه اللذات العاجلة والآجلة أيضا، كتقييد القلب مثلا في مناهج ارتقائه بلذات مشاهدة نتائج الأحوال في الحال، أو نتائج الأعمال، بحكم المجازاة في المال، لذلك قال: "ومتعلقها الحظ التفسي فإن علة تقييد القلب هنالك وجود الللة، ويطلقونها ويريدون بها: إرادة الحق".

ارادة الحق: إن نشأت من القلب، على مقتضى غلبة الحق عليه، سواء كان ذلك من أحكامه الظاهرة أو الباطنة، ومتعلقها الاخلاص، والقاضي بتحقيق توحيده الذاتي، وقطع تعلقها عن السوى، بل عن الأستماء من حيث كونها مشعرة بالكثرة المعقولة، بحسب نسب إحاطاتها، وهذا قال على كرم الله وجهه: "وكمال الإخلاص له نفى الصفات عنه".

Halaman 279