============================================================
شرح الأنفاس الروحاتية جب سريثا فكذلك الوجد والذى يستمر زمانا فليس يوجد، وإنما هو تواجد وأين الوجد؟
وقال أيضا: "إظهار الخفي هو الوجد، ونفي السر هو الموجود وإقامة القلب هو الواجد" يعني أن الوجد نفسه تجلي الخفي للسر فإذا تجلى للسر ينتفي السر فانتفاؤه هو الموجود ثم القلب هو الواجد لأنه هو العالم غير المنتفي إذ السر قد اتتفي فيبقى القلب واجذا لانتفاء السر إذ هو الموجود الباقي القائم، وهذا بعيد عندي لأن السر جار الخفي متصل به خالط معه كيف ينتفي بتجليه، ثم لو انتفي السر بتجلي الخفي كيف لم ينتف القلب بتجلاه، والقلب أضعف من السر، وكيف يصلح ظهور الخفي آلة للقلب يصير به القلب واجدا يجد به الموجود الذي هو انتفاء السر، وبيان أن القلب أضعف من السر ما عرف فيما سبق أن السر ملك، والقلب رعية، وأن السر يقوى على ولوج عالم الجبروت وهى عالم الحقيقة، والقلب، والعقل لا يقدران على ذلك، ولأن القلب، والعقل يخمدان بالنوم، والاغماء، والضعف، والدهشة، والسر لا يخمد بذلك، وأن القلب، والعقل لا يصنعان صنائعها بدون بدرقة السر، والسر لا يحتاج في صنائعه إلى القلب، والعقل على ما عرف من قبل فعلم أنه لو فني السر بتجلي الخفي فلأن يفنى القلب، والعقل بذلك أولى وأحرى.
قال آبو يزيد -رحمة الله عليه: "اذكر وجدى جحود بوجدي" هذا على اصطلاحهم في التوحيد أن التوحيد أن ينسى كل شيء سوى الله تعالى، ولا يرى شيئا إلا الله تعالى، ولا يدرى شيئا غير الله تعالى و على هذا فقس ثم إذا ذكر الوجد ذكر مع غير الله تعالى، فإن ذكر الوجد ذكر الله تعالى فقد أشرك، وإن ذكر بدون الله تعالى فقد ألحد، وكل واحد منهما جحود التوحيد فافهم، وهذا في
Halaman 239