195

Sharh Anfas Ruhaniyya

Genre-genre

============================================================

19 شرح الأنفاس الروحانية القرآن و الأخيار ويحتمل أنه أراد بذلك رأيت الله في يوم ثم رأيت في غده هذه الكلمة "ومن لا مشاهدة له فلا رؤية له" يعني : من لا يرتقي إلى عالم الشاهدة لا يراه عيانا لأن المشاهدة أضعف وأدنى من الرؤية، والمعاينة كما سبق الإشارة إليها، وهذا أيضا دليل على أن الشبلى كان يقول: بأن المشاهدة أدنى، والمعاينة أعلى كما قلناه(1).

(1) قال الشيخ الشعراني في الفرق في الكلام على الرؤية والفرق بينهما وبين المشاهدة: اعلم يا آخي رحمك الله أن رؤية الحق سبحانه وتعالى لا يعرف حقيقتها إلا من عرف حقيقة رؤية رسول الله * أو غيره من الأموات، وأنه مثال ينتجه الله تعالى من تلك الذات المرئية في عالم الخيال، فيرتسم في النفس بصورة المرتي، فليس مراد الراني الصادق يرؤية رسول الله في المنام رؤية حقيقة شخصه الموقع في قبره الشريف بالمدينة؛ قإن ذاته الشريفة منزهة عن كلفة المجيء والرواح من البرزخ إلى مكان الرائيء وريما رآه ألف واحد في ليلة واحدة في ألف موضع، وهو في كل موضع على حالة لا تشبه الأخرى، ومثل ذلك محال في العقل، وإن كانت القدرة الإلهية أوسع من ذلك، وهذا هو معنى حديث: "من رأت في المنام فقذ رآني حقا؛ فإن الشيطان لا يتمتل يي".

فليس معناه أنه رأى روح النبي ومظهر ذاته، وإنما معناه أنه رأى مثال روحه المقدسة، التي هي محل النبوة.

فان روح رسول الله ظ الباقية بعد موته منزهة عن الصورة والشكل؛ فافهم.

بخلاف المثال؛ فإنه لا يكون إلا مشتملا على الشكل واللون والصورة، وهذا لا بد منه في طريق التعريف، وإلا لم يكن يعرف.

وكذلك القول في رؤية ذات الله فإنها منزهة عن الشكل والصورة، ولكن لا يتعقل عبد معرفتها إلا بواسطة تخيل مثال محسوس في الصورة الجميلة التي تصلح أن يمثل بها ذلك الجمال الحقيقي المعنوي، الذي لا صورة فيه ولا لون ولا شكل، ثم يطلق على ذلك المثال أنه حق وصدق؛ لكونه واسطة في التعريف.

ويقول التائم: (رأيت رئي في المتام)، وليس مراده أنه رأى ذات ربه حقيقة، وإنما رأى مثال ذاته المتخيلة في وهه.

فإن قيل: إن رسول الله له يثل، والله تعالى لا يثل له.

قلنا: هذا كلام من هو جاهل بالفرق بين المثل والمثال.

فإن المثل هو المساوى في جميع الصفات، والمثال لا يشترط فيه المساواة.

Halaman 195