187

Sharh Anfas Ruhaniyya

Genre-genre

============================================================

شرح الأنفاس الروحانية صل اعلم أن هذا وإن كان اختلافا في التسمية لا في المسمى؛ لكنا نحتاج إلى بيان أن ما قلناه أولى بيانه فهو عبارة لغوية معدولة بها للاصطلاح الصوفية، فكل ما كان أشبه لوضع أهل اللغة كان أولى، وما قلناه أشبه أن المكاشفة أدنى؛ لأنه عبارة عن كشف الحجاب لم يحصل للمشايخ، وكذا المعاينة لفوات معاني أخرى نحو فناء المشاهد، وفهم الأنفاس وأمثاها إما لا يحصل المعاينة، والمشاهدة بدون الكشف قط ولأن الكشف وسيلة إلى المعاينة، والمشاهدة وهما مقصودان والوسيلة غير مرغوبة فيها ولا مطلوية لعينها ولا محبوبة إلآ لأجل الموصلة إليه فكان أدنى، وأما المشاهدة مع المعاينة، والمشاهدة أدنى، والمعاينة أعلى لأن المشاهدة من الشهود، والحضور، والمعاينة من الادراك بالعين عين القلب، أو الرأس وليس من ضرورة الحضور، والشهود المعاينة، ومن ضرورة المعايثة للشهود؛ لأن الشاهد هو الذي يرى لا الغائب، وأما ليس كل شاهد يرى ويعاين كمن مشى في السوق من أوله إلى آخره شهد جميع الأشياء التي في السوق ولم يرى الا قليلا، ولأن المشاهدة شرط المعاينة، ووسيلة إليها.

والمعاينة هى المقصود الأعلى وهى الإدراك بالعين الباطن، أو الظاهر، والشهود مقرب مقوى للمعاينة وكانت المعاينة أقوى، أو أعلى وأجل، و أفضل هذا من حيث العرف، واللفظ فأما من حيث استعمال الصوفية وتعارفهم فإنا وجدنا عموم استعيماهم الكشف والمكاشفة فيما كشف للمريد السالك بالحواس الباطنة كلها، أو بعضها شاهد بها، ويرى المغيبات عن الحواس الظاهرة وهى ما يجرى في السماوات والأراضين، وسائر الخلق، وعالم الملكوت، ولا يستعملون المشاهدة إلا إذا كشف له عالم الجبروت يشاهد فيها ذات الله تعالى وصفاته -جل

Halaman 187