اهتمامه، وأعطاها جلّ وقته، دراسة وتمعنى وتدريسا، فعرف دقائقها، وما لها من قيمة علمية، وما عليها من استدراكات، كما يراها هو، وما تحتاجه بعض موضوعاتها من إضافات وتتمات يحتاجها دارس هذا الفن. وقد درّسها طلابه مدة ليست بالقصيرة، وأجاز فيها عددا كبيرا منهم (١)، كما أجاز فيها عددا من العلماء الذين عاصروه.
وقد أشغلت هذه المنظومة عشاق هذا الفنّ منذ وضعها ابن مالك ﵀، تعلّما وتعليما، ولم يحظ كتاب في النحو بما حظيت به الألفية من العكوف على دراستها وحفظها والاجتهاد في شرحها والتعليق على شروحها، إلى يومنا هذا.
وإذا كان العلماء يأخذون من بعضهم دون الإشارة إلى مصادرهم أحيانا، وخاصة فيما اشتهر من سياقات وتعريفات، والتمثيل لها، فإن ابن الورد قد استفاد من كتب ابن مالك كثيرا، أخذ منها نصا، أو بتغيير قليل في بعض العبارات، وخاصة في بعض التعريفات والقضايا الخلافية دون إشارة، مما يؤخذ على ابن الوردي ﵀، ومن ذلك:
١ - قوله في (الإضافة): «وتعرف اللفظية بتقدير انفصال المضاف، إمّا لكونه وصفا يعمل فيما أضيف إليه عمل الفعل ....
_________
(١) ديوان ابن الوردي ٥٧ - ٥٨، ٧٦.
1 / 35