53

Sharh Al-Tadmuriyyah - Al-Khamees

شرح التدمرية - الخميس

Penerbit

دار أطلس الخضراء

Nombor Edisi

١٤٢٥هـ/٢٠٠٤م

Genre-genre

عليه كفطرتهم على الإقرار لخالقهم، فإنهم كذلك مفطورون على أنه تعالى أعظم وأجلّ وأكبر وأعلم وأكمل من كل شيء١. ١٦ - ما يقدح في توحيد الأسماء والصفات عند السلف: يقدح في هذا التوحيد خمسة أمور كلها من ضروب الإلحاد في أسمائه الذي ذمه الله وأهله في قوله تعالى: ﴿وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [الأعراف:١٨٠] . وهذه القوادح هي: التشبيه والتعطيل، وتسميته ووصفه بما لا يليق به. قال ابن القيم: " الإلحاد في أسماء الله أنواع: أحدهما: أن يسمي الأصنام بها كتسمية اللات من الإله، والعزى من العزيز تسميتهم الصنم إلهًا. الثاني: تسميه بما لا يليق بجلاله كتسمية النصارى له أبًا، وتسميته الفلاسفة له موجبًا بذاته أو علة فاعلة. ثالثها: وصفه بما يتعالى عنه ويتقدس من النقائص، كقول أخبث اليهود: إنه فقير، وقولهم: إنه استراح بعد أن خَلَقَ خلقه، ولقولهم: يد الله مغلولة، وأمثال ذلك. رابعها: تعطيل الأسماء عن معانيها وجحد حقائقها كقول من يقول من الجهمية وأتباعهم: إنها ألفاظ مجردة لا تتضمن صفات ولا معاني. خامسها: تشبيه صفاته بصفات المخلوقين تعالى عما يقول المشبهة علوًا كبيرًا٢.

١ مجموع الفتاوى (٦/٧٢) . ٢ بدائع الفوائد (١/١٦٩ـ١٧.) .

1 / 83