93

Sharh al-Mawaqif

شرح المواقف

Genre-genre

============================================================

المرصد الشاني - في تعريف مطلق العلم في الكشف عن ماهية العلم، هو إنه صفة يتجلى بها المذ كور لمن قامت هي به، فالمذ كور يتناول الموجود والمعدوم الممكن، والمستحيل بلا خلاف ويتناول المفرد والمركب، والكلي والجزئي، والتجلي هو الانكشاف التام فالمعنى أنه صفة ينكشف بها لمن قامت به، ما من شأنه أن يذكر انكشافا تاما لا اشتباه فيه، فيخرج عن الحد الظن، والجهل المركب واعتقاد المقلد المصيب ايضا، لأنه في الحقيقة عقدة على القلب، فليس فيه انكشاف تام وانشراح تنحل به العقدة.

قوله: (والتجلي هو الانكشاف التام) إما لأن صيغة التفعل للمبالغة كالتكبر، وإما لأن المطلق ينصرف إلى الكامل.

قوله: (لمن قامت) يخرج به النور فإنه يتجلى به لغير من قامت به، واختار كلمة من لاخراج التجلي الحاصل للحيوانات العجم.

المعتى الذى هو معلوم والقول بأن تميزه عند النفس صفة العالم، وإن كان التميز المجرد صفة المعنى مدفوع بما حققه الشارح في اوائل البيان في حواشي المطول، بل المراد ما به التميز أعني التمييز واعتمد فيه على ظهور المراد.

قوله: (والتجلى هو الانكشاف التام) فإن قلت: التجلي هو الانكشاف مطلقا، فالتقييد بالتام عناية في التعريف، وذا غير جائز قلت: لو سلم فالمتبادر من المطلق الكامل منه، وحمل العريف على المتبادر مما يجب، نعم يرد أن فيه جهالة لأن تمامه عبارة عن اى شيء غير معلوم والانكشاف بلا دغدغة حالية موجودة في التقليد والجهل المركب، والجواب أنه عبارة عما لا دغدغة فيه لا حالا ولا مآلا، فإن قلت : انتفاء الدغدغة في المآل لم يعلم، قلت: مما يعلم منه عدم احتمال النقيض بوجه من الوجوه.

Halaman 93