78

Sharh al-Mawaqif

شرح المواقف

Genre-genre

============================================================

المرصد الثاني- في تعريف مطلق العلم (العلم به) لامتناع الحكم على ما ليس معلوما أصلا (نعم قد يعتذر) لهم (بأن المستحيل يسمى شيئا لغة) فلا يخرج العلم به عن تعريفهم (وكونه ليس بشيء بمعنى أنه غير ثابت في نفسه لا يمنع ذلك) أي كونه شيئا لغة (الثاني للقاضي ابي بكر) الباقلاني (أنه معرفة المعلوم على ما هو به، فيخرج) عن حده (علم الله سبحانه) مع كونه معترفا بأن لله علما (إذ لا يسمى) علمه تعالى (معرفة) إجماعا لا اصطلاحا ولا لغة (وأيضا ففيه دور إذ المعلوم مشتق من العلم، فلا يعرف إلا بعد قوله: (نعم قد يعتذر الخ) فيه إشارة إلى ضعفه لأنه يلزم استعمال المجاز في التعريف من غير قرينة، لأن المعنى اللغوي سواء كان حقيقيا أو مجازيا معنى مجازي عند أهل الاصطلاح.

قوله: (يسمى شيتا لغة حقيقة أو مجازا) وما سيجيء من أن اهل اللغة لا يطلقون الشيء على المعدوم فالمراد الإطلاق حقيقة.

قوله: (مع كونه معترفا إلخ) حيث اثبت له تعالى علما وعالمية وتعلقا، إما لأحدهما أو لكليهما كما أثبت في الشاهد، فيكون العلم المطلق مشتركا بين علم الواجب وعلم الممكن اشتراكا معنويا، فلا بد من دخوله في تعريف مطلق العلم بخلاف المعتزلة، فإنهم لا يعترفون بالعلم الزائد، ويقولون إنه عين ذاته تعالى فلفظ العلم عندهم مشترك لفظي، فالتعريف المذكور يكون لمطلق العلم الحادث إذ لا مطلق سواه، ولذا لم يورد النقض على تعريفهم بعلمه تعالى فتدبر، ومن هذا ظهر آته لا يرد النقض بعلمه تعالى على تعريف الإمام لأنه اختار في المطالب العالية نفي العلم عن ذاته تعالى، وإثبات العالمية التي فسرها بالتعلق بين العالم والمعلوم.

قوله: (إذ المعلوم الخ) يعني أن المعلوم وإن كان المراد منه ما صدق عليه، لكته لا بد من ملاحظة مفهومه الذي صار آلة لملاحظة أفراده، ومفهومه ما تعلق به العلم والمراد هاهنا ما من شانه أن يتعلق العلم به، فيلزم الدور فتدبر، فإنه زل فيه الأقدام نقول هذا المعنى بعيد جدا إذ الاعتقاد وامثاله إنما يضاف إلى النسبة لا إلى المحكوم عليه، فأي ضرورة في حمل عبارتهم على هذا المعنى البعيد، حتى بتوهم ورود الاعتراض، اقول: ولو سلم أن المراد بالعلم بالمستحيل العلم التصديقي وبالشيء النسبة، يتوهم ورود الاعتراض أيضا لأن النسبة عند المتكلمين باسرها اعتبارية يستحيل وجودها في الخارج.

قول: (يى شيثالغة) اي عند أصحاب هذا التعريف وهم المعتزلة وقد صرح به صاحب الكشاف فلا يرد أن هذا مخالف لما صرح به في بحث الوجود من أن اهل اللغة لا يطلقون الشيء على المعدوم، لأنه مذهب أهل الحق، وحمل التسمية على الإطلاق المجازي ياباه مقام التعريف:

Halaman 78