72

Sharh al-Mawaqif

شرح المواقف

Genre-genre

============================================================

المرصد الثاني- في تعريف مطلق العلم والشغل (بل نحكم بأن الواجب) تعالى (إما نفس أو لا)، وإن لم نعلم حقيقتهما بكنههما (بل باعتبار امر عام) عارض لهما، ككونه صانعا للعالم، وكونه مدبرة للبدن مثلا، فاللازم مما ذكرتم أن يكون تصور مطلق العلم بوجه ما بديهيا، ولا نزاع فيه بل في تصوره بحسب الحقيقة الوجه (الثاني أن) العلم لو كان كسبيا معرفا فإما أن يتعرف بنفه، وهو باطل قطعا، أو بغيره وهو أيضا باطل لأن (غير العلم إنما يعلم بالعلم فلو علم العلم بغيره لزم الدور) لتوقف معلوميه كل منهما في معلومية الآخر حينيذ (وهذا) الوجه على تقدير صحته (حجة على من يقول: إنه) أي مطلق العلم (معلوم) بحسب حقيقته لكن (لا بالضرورة) فإنه إذ لم يسلم كونه معلوما، كذلك اتجه أن يقال : لا يلزم من امتناع كونه مكتسبا أن يكون ضروريا، لجواز أن يكون تصور بكنهه ممتنعا (والجواب أن غير العلم إنما يعلم بحصول علم جزئي) متعلق به (لا بتصور حقيقة العلم المطلق فإن أكثر الناس يعلمون أشياء كثيرة، وليسوا يتصورون حقيقة العلم المطلق (والذى تحاول أن نعلمه) أي نطلب أن نحصله على ذلك التقدير (بغير العلم تصور حقيقة العلم فلا دور) إذ اللازم أن يكون تصور حقيقة العلم موقوفا على حصول عنم جزئي متعلق بذلك الغير وعلى حصول حقيقة العلم في ضمن ذلك الجزئي أيضا، فيتوقف تصور حقيقته على حصولها في ضمن بعض جزئياتها وليس ذلك الحصول متوقفا على تصور حقيقته فلا دور (وحاصل حل الشبهتين بالفرق بين حصول العلم) المطلق بنفسه في الذهن (و) بين (تصوره)، وذلك لأن منشاهما عدم الفرق بينهما ففي الشبة الأولى تخيل أنه إذا حصل بالضرورة علم جزئي قائم بالنفس كانت ماهية العلم حاصلة بالضرورة في ضمنه قائمة بالنفس ايضا، قوله: (بنفه) من غير أن يغايره بوجه، ولو بالإجمال والتفصيل قوله: (وهذا الوجه إلخ) ولذا قيد الشارح الكسبي بقوله معرفا: قوله: (أي نطلب أن نحصله) أشار إلى ان في السمتن تسامعا حيث جعل العلم بتصور الملم مطلوبا، وليس كذلك إذ المطلوب تصور العلي فتملمه مجاز عن تحصيله، ثم في عبارة الشرح أيضا تسامح لأن الظاه حصوله لا تحصيله، فالأ حسن أن يقال: فالذي تحاول حصوله.

قوله: (وعلى حصول عقيقة العلم إلخ) هذا على تقدير القول بوجود الطبائع في ضمن الافراد، وعلى أن مطلق العلم ذاتي لما تحته، وأما على القول بأنها أمور انتزاعية، أو أنه ليس ذاتيا قوله: (أي نطلب أن تحصله) إشارة إلى ما في العبارة من المسامحة حيث حاول العلم صور الحقيقة.

Halaman 72