203

Sharh al-Mawaqif

شرح المواقف

Genre-genre

============================================================

المرصد الخامس - المقعد الأول: في تعريف الترادف، لأن المتبادر منها أن الفكر من أجزاء الحد، ولو أريد بيان ترادفهما لقيل النظر والفكر، (فهذا) الحد الذي ذكره القاضي (تعريفه الشامل) لجميع أقسامه من الصحيح والفاسد والقطعي، والظني والموصل إلى التصور سواء كان في مفرد أو مركب والموصل إلى التصديق على اختلاف اقسامه (وله) اي للنظر (تعريفات بحسب المذاهب فمن يرى أنه) أي النظر (اكتساب المجهول بالمعلومات السابقة) على ذلك المجهول (وهم أرباب التعاليم) القائلون: بالتعليم والتعلم للمجهولات من المعلومات (قالوا:) النظر (ترتيب أمور معلومة أو مظنونة للتادى إلى) أمر (آخر وعليه إشكالان أحدهما: أنه غير جامع لخروج التعريف بالفصل والخاصة وحدهما) أي تعريف المجهول التصوري بالفصل وحده، وبالخاصة: وحدها فإن هذا التعريف من أقسام النظر مع خروجه عن حده (وكونه) أي كون التعريف بالفصل وحده أو بالخاصة وحدها (نزرا) قليلا (خداجا) ناقصا (كما قال ابن سينا: لا يشفي غليلا) د يا سد بسا مرنيدو ددريى ر سى به چيى ارد، ود رو قوله: (الشامل لجميع أقسامه) لأن جميع افراده يطلب به العلم أو الظن سواء حصل او لا.

قوله: (والقطمي) باعتبار مادته وصورته كالنظر القياسي البرهاني: قوله: (والظني) من حيث المادة كالنظر القياسي الخطابي، أو من حيث الصورة: كالاستقراء والتمثيل.

قوله: (على اختلاف اقسامه) من اليقيني والظني والجهلي، فإن النظر الواقع لتحصيلها فكر يطلب به العلم أو الظن إذ العاقل لا يطلب الجهل المركب.

قوله: (لا يشفي غليلا) بالشين المعجمة والفاء والغليل بالغين المعجمة العطش، وشدته وحرارة الجوف وقد جاء صفة مشبهة يقال: غل فهو غليل كما في القاموس، وكلا المعنيين يصح هاهنا، ويجوز أن يكون بالعين المهملة صفة مشبهة من العلة بمعنى المرض: قوله: (لجميع أقسامه من الصحيح إلخ) لأن الطلب لا يستدعي حصول المطلوب، ولا يستلزمه فإن قلت: يخرج عن هذا التعريف ما مقدماته مجهولة جهلا مركيا، وتعميم الظن إياه على ما سيشير إليه الشارح في التعريف الثاني، يأباه عبارة الغلبة هاهنا، لا يقال: في الجزم غلية ظن لأنا نقول: لو سلم يلزم استدراك قوله علم، قلت: لا خررج لأن الفكر والحركة الواقعة في المجهولات لغرض طلب العلم، او الظن لا الجهل لأن طلب الجهل يمتع سيما من العاقل.

قوله: (لا يشفي غليلا) إن كاتت العبارة الثانية بالعين المهملة، فالأولى بالشين المعجمة والفاء من الشفاء فلا حذف، ولا مجاز وإن كانت بالغين المعجمة بمعنى الغلة، وهي حرارة العطش، فالأولى تحتمل أن تكون كما ذكر، وتحتمل ان تكون بالسين المهملة والقاف من السقي، وعلى الوجهين ففيه حذف المضاف أي ذا غليل أو الإيقاع المجازي.

Halaman 203