189

Sharh al-Mawaqif

شرح المواقف

Genre-genre

============================================================

المرصد الرابع - في إثبات العلوم الضرورية علم الإنسان بنفسه وألمه ولذته وجوعه وعطشه، واتفقت الفلاسفة على أن مدرك الألم واللذة والجوع والعطش، ليس ذات الإنسان، بل قواها الجسمانية التي هي من توابع ذاته التي هي النفس الناطقة فإنها الإنسان بالحقيقة (الحادية عشر للأشعرية) قالوا: (يمتنع) بالبديهة (الفعل عن نائم أو معدوم وجوزه المعتزلة توليدا وجوابهما) أي جواب الشبهة الخامسة والسادسة يعلم من جواب) الشبهة (الرابعة) فيقال: في جواب الخامسة لا نسلم أن مقدمات الدليل الذي نجزم بصحته آونة بديهية، ولمن سلم ذلك فالبديهي قد يتطرق إليه الاشتباه لخلل في تجريد طرفيه وتعقلهما على الوجه الذي هو مناط الحكم بينهما، وذلك لا يعم جميع البديهيات كما عرفت، وفي جواب السادسة أن أصحاب المذاهب ادعوا في تلك القضايا أنها ضرورية، ولذلك أوردها الإمام الرازي في شبه السوفسطائية، فلا يلزم ادعاء البداهة بمعنى الأولية التحقيق من أن المدرك هو النفس الناطقة إلا آن ارتسام الجزئيات، فهي كالصحيفة عند الناظر، ولك أن تحمل المحل على معناه الظاهر، فيكون الخلاف في ان حصول الألم واللذة الجسميين في ذات الإنسان، أو البدن الذي هو آلة له على ما هو التحقيق، وإنما لم يحمل الشارح على ذلك رعاية للمطابقة لمافي النهاية فإنه المنقول عنه .

قوله: (يمتنع بالبديهة الفعل عن نائم إلخ) اي غير ما يلزم الحياة كالنفس، وأما ما يصدر عنه من التقلب والحكة فليس منه في حال النوم، بل في حال بين النوم واليقظة، ولعل هذا هو مدهب بعض الأشعرية، وإلا فالمصنف نص في مبحث القدرة باتفاق كثير منا على جواز صدور الأفعال المتقنة القليلة عن النائم، واختلفوا في كونها مكتسبة أو ضرورية، وما قيل: أن المراد الفعل الاختيارى فيرد عليه آن الفعل المولد ليس باختيار عند القائلين بالتوليد، فإن قولهم بالتوليد لاجل عدم تمكن العبد من فعله وتركه مع كونه مثابا عليه ومعاقبا به.

قوله. (وجوزه المعتزلة توليدا) كالقثل المتولد حال نوم الرامي او موته من الرمي الصادر عنه حال اليقظة والحياة.

قوله: (ضرورية) وهي أعم من البديهية بمعنى الأولية والاشتباه في الأعم لا يوجب الاشتباه في الأخص لجواز كونه في ضمن غير الأولية.

قوله: (فانها الإنسان بالحقيقة) وأما عند جمهور المتكلمين، فالإنسان هو هذا الهيكل المحسوس، وقد يقال: مدرك اللذة والالم عند الحكماء أيضا هو الإنسان بواسطة الآلة، وهو قواها الجسمانية، والخلاف على هذا في الادراك بلا واسطة أمر خارج، فالمتكلمون يثيتونه والفلاسفة نرته قوله: (يمتنع الفعل) اى الاختيارى إذ مطلق الفعل قد يصدر عن النائم اتفاقا: قوله: (لي ثيه السوفطائية) وهم منكرون للبديهيات والحسيات أيضا، فلو كان المدعي في القضايا المذكورة هو الأولية لم يفد القدح في الحسيات.

Halaman 189