137

Sharh al-Mawaqif

شرح المواقف

Genre-genre

============================================================

المرصد الرابع - في إثبات العلوم الضرورية هذا، فان تلك الخطوط تنعطف وتميل إلى سهم المخروط عند وصولها إلى ذلك الغليظ، ثم تصل إلى طرفي المرئي فتكون زاوية رأس المخروط ها هنا اكبر منها في الصورة الأولى، مع كون المرئي شيئا واحدا، فيرى في الصورة الثانية اكبر منه في الأولى كما يظهر من هذا الشكل فالخطان الأحمران هما الواصلان إلى طرفي العنبة إذا كانت في الهواء، والأسودان هما الواصلان إلى طرفيها إذا كانت في الماء، والزاوية التي بين الأولين أصغر من التي بين الأخيرين، فلذلك ترى في الماء أكبر منها في الهواء (والخاتم المقرب من العين يرى كالحلقة الكبيرة) وذلك لكبر الزاوية التي عند الحدقة، فإن المقدار الواحد إذا جعل وتر الزاويتين مستقيمتي الأضلاع، فالزاوية التي ضلعاها أقصر كانت اكبر من الزاوية التي ضلعاها أطول (وبالعكس) أي وترى الكبير صغيرا (كالأشياء البعيدة) وسببه صغر تلك الزاوية بحسب بعد المرئي، فكلما كان أبعد كانت الزاوية أضيق إلى أن تتقارب الخطوط الشعاعية جدا، كأن بعضها منطبق على بعض فيرى ذلك المرئي كأنه نقطة، وبعد ذلك ينمحي أثره فلا يرى قوله: (فان تلك الخطوط) اي التي على سطح المخروط، وكذا الخطوط الداخلة فيه ما سوي السهم، فإنه ينفذ على الاستقامة في الشفاف المتشابه، وغير المتشابه إلا أن الخطوط الداخلة تتفاوت في الاتعطاف بحسب القرب عن السهم وبعدها عنه، فعلم من ذلك آن الجزء الذي يقع عليه سهم المخروط على مقداره وما عداه متفاوت في الصغر والكبر بحسب القرب البعد منه: قول: (تمطف وتميل) بقدر تباعدها من مطرحها حال الاستقامة إلى خلاف جهة السهم إن كان ما يلي المرثي أغلظ، وإلى جهة السهم إن كان أرق، وبسبب هذا تصير الزاوية عند الحدقة اوسع في الأول، بصيرورة وتره اطول وأضيق في الثاني لقصر وتره مع اتحاد ضلعي الزاوبة فيهما، لأن المفروض عدم التفاوت في جميع التقادير بحسب القرب والبعد، وإلا لكان من الصورة الثانية أعني الخاتم المقرب من العين الخ.

قوله: (وبعد ذلك) آي بعد كونه كالنقطة يمحي آثره لغاية ضيق الزاوية وصيرورته لا يرى أن القائلين بخروج الخطوط الشعاعية إنما بنوا تغاوت الرؤية على ما زعموا من أن ما بين الخطوط من المرئي ليس مدركا، وكلما كان المرثي أبعد كان الانفراج فيما بين الخطوط اكثر فالمدرك من المرئي اقل، فيرى لذلك أصغر، فإن قلت : ليس مراده خروج الشماع حقيقة بل توهم ذلك إعانة على تصور مقدار الزاوية التي ترتسم فيها صورة المرئي، قلت : لا يخفى على المنصف أن عبارته لا تساعد هذا المعتى فليتامل.

قوله: (فالزاوية التي ضلعاها أقصر الخ) هذا إنما يلزم إذا كان الضلعان متساويين وأما إذا لم يكونا متساويين فيجوز ان تكون الزاوية متساوية أو أصغر وإن كان ضلعاها أقصر.

Halaman 137