Sharh al-Manzumah al-Bayquniyah - Abdul Karim al-Khudair
شرح المنظومة البيقونية - عبد الكريم الخضير
Genre-genre
الكذب المختلق المصنوع، الحديث الموضوع المكذوب المفترى زورًا وبهتانًا على النبي ﷺ، الكذب على النبي ﵊ موبقة من الموبقات، كبيرة من كبائر الذنوب، يقول النبي ﵊ في الحديث المتواتر: «من كذب عليّ متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار»، وذهب الجويني والد إمام الحرمين إلى أن من يتعمد الكذب على النبي ﵊ يكفر، لكن هذه هفوة وزلة من الجويني؛ لأنه لا يكفر بالذنب مهما كبر دون الشرك، هذه هفوة وزلة عظيمة من الحاكم والمحكوم عليه، فالمحكوم عليه هذا الذي كذب وافترى وتعمد الكذب على النبي ﵊ هفوته عظيمة وزلته كبيرة، لكن أيضًا من حكم عليه بالكفر زلته كبيرة، وهفوة عظيمة، فهو لا شك أنه يتبوأ مقعده، يتخذ منزله من النار، نسأل الله العافية، من يكذب على النبي ﵊، فمن كذب واختلق على النبي ﵊ حديثًا صنف في عداد الوضاعين، ولا يقبل خبره لا هذا ولا غيره، أما إذا تاب من الكذب، وصلحت حاله بعد ذلك، فالخلاف معروف، من أهل العلم من يقول: أنها لا تقبل توبته، معنى أنه لا تقبل توبته أي لا يقبل خبره فيما بعد ولو تاب؛ لأن الكذب شأنه عظيم، جرمه شنيع، فلا تقبل توبته، ومنهم من يقول: أن الكذب ليس بأعظم من الشرك فمن تاب تاب الله عليه، والتوبة تهدم ما كان قبلها، وهذا أجرى على القواعد، لكن من عرف بالكذب على النبي ﷺ ولو مرة واحدة، أخباره مردودة، ولا تجوز رواية الكذب، ولا تجوز رواية الموضوع إلا لبيان وضعه، لا تجوز رواية الخبر الموضوع إلا مع بيان وضعه بالأسلوب الذي يفهمه السامع، يعني ما يكفي خطيب أن يأتي بحديث موضوع ويقول للناس: هذا حديث موضوع على المنبر؛ لأن كثير من السامعين ما يعرف إيش معنى الموضوع؟ ما يدرك معنى الموضوع، فلا يكفي أن يقول: موضوع.
4 / 2