Sharh al-Hamawiyyah by Ibn Taymiyyah - Al-Rajhi
شرح الحموية لابن تيمية - الراجحي
Genre-genre
حكم القول بخلق القرآن
قال رحمه الله تعالى: [والقرآن كلام الله ليس بمخلوق ولا حال في مخلوق].
اعتقاد أن كلام الله منزل غير مخلوق ولا حال في مخلوق هو قول أهل السنة والجماعة.
قال: [وأنه كيفما تلي وقرئ وحفظ فهو صفة الله ﷿].
أي: إن تلي فهو كلام الله نتلوه، وإن حفظ فكلام الله محفوظ، وإن سمع فكلام الله مسموع، وإن كتب ونسخ فكلام الله منسوخ، هو في هذه الحقائق كلها حقيقة ليس مجازًا.
قال: [وليس الدرس من المدروس، ولا التلاوة من المتلو؛ لأنه ﷿ بجميع أسمائه وصفاته غير مخلوق].
أي: أن الدرس: القراءة، والمدروس: كلام الله، كما قال تعالى: ﴿بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ﴾ [آل عمران:٧٩].
فالدرس غير المدروس، والتلاوة غير المتلو، فالتلاوة: فعلك أنت، والمتلو: كلام الله، والدرس: درسك أنت، والمدروس: كلام الله.
قال: [وليس الدرس من المدروس، ولا التلاوة من المتلو؛ لأنه ﷿ بجميع أسمائه وصفاته غير مخلوق، ومن قال بغير ذلك فهو كافر، ونعتقد أن القراءة الملحنة بدعة وضلالة، وأن القصائد بدعة].
قوله: (القراءة الملحنة) يعني: من يلحنها ويطرب بها كتلحين الغناء والأذان، فإن تلحين الأذان مكروه وبدعة، والقراءة الملحنة كتمطيط القراءة وتلحينها بما يشبه ألحان الغناء من لحون الأعاجم بدعة أيضًا، فقد ثبت في البخاري أن عمر بن عبد العزيز ﵀ قال لمؤذن: أذن أذانًا سمحًا وإلا فاعتزلنا، أي: لا تطرب ولا تلحن، فتلحين الأذان والقراءة مكروه ومثله التطريب.
وعلى من يرى مثل ذلك أن ينبه على هذا الخطأ، فإن انتهوا وإلا فقد أدى واجبه.
9 / 6