Sharh al-Arba'een al-Nawawiya by Atiyya Salim
شرح الأربعين النووية لعطية سالم
Genre-genre
ترجمة مختصرة لابن مسعود راوي الحديث
(عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه) وابن مسعود هذا من أوائل المسلمين قيل: كان سادس رجل مسلم، وكان سبب إسلامه: أنه رأى معجزة لرسول الله ﷺ فأسلم حالًا: (كان غلامًا يرعى غنمًا لرجل عنده، فمر به النبي ﷺ ومعه أبو بكر، فقال: هل عندك من لبن؟ قال: نعم، قال: اسقنا، قال: إني مؤتمن -أي: لا أملك أن أسقيكم من مال غيري، وهذه أمانة الأجير، فقد كان فعل ابن مسعود هذا قبل أن يسلم، وإنما حمله على ذلك المروءة والإنسانية.
فقال له ﷺ: هل عندك من عنز لم ينزها الفحل؟ قال: نعم، قال: ائتني بها.
فجاءه بعنز لم يطرقها الفحل ولم تحمل، فأخذها ﷺ ومسح بضرعها، ودعا الله، فامتلأ الضرع لبنًا، فحلب فشرب وسقى أبا بكر رضي الله تعالى عنه، ثم قال للضرع: اقلصي.
فرجعت كما كانت لا لبن فيها، فلما رأى ذلك عبد الله شهد بأن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله) .
وكان من أعلام الصحابة وعلمائهم، يقول: (والله ما من آية في كتاب الله إلا وأنا أعلم فيما نزلت؟ وأين نزلت؟ ومتى نزلت؟ ولو أني أعلم رجلًا أعلم بذلك مني تصله المطية لرحلت إليه) .
وجاء رجل إلى أمير المؤمنين عمر رضي الله تعالى عنه وقال: (إن عندنا رجلًا يملي المصحف من رأسه! فغضب عمر واشتد غضبه، ثم قال: ويحك من هذا؟! قال: ابن مسعود، قال: فسكن غضبه، وقال: ما من أحد اليوم أحق بذلك منه) .
وكان رجلًا نحيف الخلقة، دقيق الساقين، فذهبوا مرة يجمعون بعض ما يكون في شجر الأراك، فكشفت الريح عن ساقه وهي دقيقة، فضحك من رآها، فقال ﷺ: (علام تضحكون؟ قالوا: لدقة ساق ابن مسعود يا رسول الله! فقال ﷺ: أتعجبون من هذا! والله إنه عند الله لأثقل من جبل أحد) .
ويذكرون عنه الشيء الكثير في كرمه وأدبه وأخلاقه، وكان أشبه الناس آدابًا بأخلاق رسول الله ﷺ، وكان أمين سره وصاحب نعليه ووسادته في السفر، وله المناقب العديدة.
15 / 3