Sharh al-Aqidah al-Wasitiyyah by Khalid al-Muslih
شرح العقيدة الواسطية لخالد المصلح
Genre-genre
عقيدة أهل السنة والجماعة إجمالًا
ثم بدأ المؤلف بعد بيانه لما تضمنته هذه الرسالة بتفصيل مضمونها، ومن جميل تأليفه وحسن تصنيفه ﵀ أن افتتح ذلك ببيان الجملة العامة التي تنتظم عقيدة أهل السنة والجماعة، فبين عقد أهل السنة والجماعة على وجه الإجمال، وانتقل منه إلى التفصيل، وهذا من بديع التصنيف والتأليف، أن يبدأ الإنسان بذكر الجملة العامة التي تنتظم ما سيتكلم عنه؛ وذلك ليدرك الإنسان ما هو مضمون هذا المؤلف، وليتشوف أيضًا لمزيد بيان لهذه الجملة المقدمة، فابتدأ الشيخ ﵀ في بيان عقيدة أهل السنة والجماعة ببيان الإيمان المجمل العام الذي يطالب به كل أحد، والذي لا يستقيم الإيمان في قلب أحد إلا بالإقرار به، وهو الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت، والإيمان بالقدر خيره وشره، هذه هي أصول الإيمان وقواعده ومبانيه العظام التي لا يثبت الإيمان إلا بها.
ودليل هذا الكتاب والسنة، أما الكتاب: فقول الله تعالى: ﴿لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ﴾ [البقرة:١٧٧] وهذا شاهد لخمسة أصول، بقي القدر أين دليله؟! قول الله تعالى: ﴿إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ﴾ [القمر:٤٩] فهذا دليل هذه الأصول الستة من الكتاب، أما دليلها من السنة: فحديث عمر بن الخطاب ﵁ في قصة مجيء جبريل، وسؤاله النبي ﷺ عن الإيمان، فأجابه رسول الله ﷺ فقال: (الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، والقدر خيره وشره)، وهذا الإيمان هو الإيمان المجمل.
ما معنى: الإيمان المجمل؟ معنى الإيمان المجمل أي: الإيمان المطلوب من كل أحد على وجه الإجمال، ولو لم يعلم تفاصيل ما يتضمنه الإيمان بالله، أو تفاصيل ما يتضمنه الإيمان باليوم الآخر، أو تفاصيل ما يتضمنه الإيمان بالملائكة، وبقية أركان الإيمان، فالإيمان المجمل هو: أن يقر الإنسان بجميع ما جاء به الرسول ﷺ على وجه الإجمال، ولو لم يدرك معناه، ولو لم يبلغه تفصيله، وهذا الإيمان لا يعذر أحد بتركه، وأما التفصيل فيختلف باختلاف أحوال الناس.
1 / 11