Sharh al-Aqidah al-Wasitiyyah by Khalid al-Muslih

Khaled Al-Musleh d. Unknown
102

Sharh al-Aqidah al-Wasitiyyah by Khalid al-Muslih

شرح العقيدة الواسطية لخالد المصلح

Genre-genre

رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة قال: [وقوله: ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ﴾ [القيامة:٢٢-٢٣]، وقوله: ﴿عَلَى الأَرَائِكِ يَنظُرُونَ﴾ [المطففين:٢٣]، وقوله: ﴿لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ﴾ [يونس:٢٦]] . هذه الآيات فيها إثبات رؤية الله ﷿، ورؤية الله ﷾ يثبتها أهل السنة والجماعة بما دل عليه كتاب الله ﷿ وسنة رسوله ﷺ وإجماع سلف الأمة، وسيأتي في كلام الشيخ ﵀ تفصيل الرؤية، ونرجئ الكلام على هذه الصفة عند مجيئها في كلامه ﵀. ثم قال في آخر ما ساقه من الآيات: [وهذا الباب في كتاب الله كثير، من تدبر القرآن طالبًا للهدى منه تبين له طريق الحق] . المشار إليه في قوله: (وهذا الباب)، هو باب أسماء الله وصفاته، وأنه ﷾ جمع فيما سمى بما وصف وسمى به نفسه بين النفي والإثبات كثيرًا، بل لا تكاد سورة أو آية من كلام الله ﷿ إلا وتدل على شيء من صفاته؛ لأن القرآن إنما جاء لله معرفًا، وإليه داعيًا، فلم تخل سورة من صفاته الدالة عليه ﷾، وإنما ساق المؤلف ﵀ نماذج لما في كتاب الله ﷿ من الصفات. قال: (من تدبر القرآن) التدبر هو النظر بتأمل وتفكر، من تدبر القرآن، أي: نظر فيه نظر تأمل وتفكر، لكن انظر إلى القيد الذي ذكره: (طالبًا للهدى منه) يعني: تفكر وتأمل للاهتداء به لا للتشغيب، ولا لإبطال الحق، ولا للتشبيه والتشكيك، ولا لطلب الاستدلال للأقوال الضعيفة التي اعتقدها قبل أن يرد كتاب الله ﷿ وينظر فيه. والهدى: هو العلم النافع والعمل الصالح. (تبين له طريق الحق) فجعل المؤلف ﵀ النتيجة هي تبين طريق الحق، وهي مرتبة على أمرين: الأول: النظر إلى كتاب الله ﷿ بتدبر. الثاني: أن يكون نظره طلبًا للحق لا انتصارًا للنفس، ولا غير ذلك من المقاصد التي قد يقصدها الناظرون في كتاب الله، لابد من هذين القصدين ليتحقق المطلوب، أن يكون مقصوده بالتدبر التوصل إلى الهدى والحق الذي جاء به النبي ﷺ، نسأل الله ﷿ أن يرزقنا وإياكم التدبر لكتابه طلبًا للهدى والحق، وأن يجعلنا من أهل الحق العاملين به الداعين إليه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وبهذا نكون قد انتهينا من القسم الذي ذكر فيه آيات الصفات.

11 / 3