Sharh al-Aqeedah al-Waasitiyyah by al-Ghunayman
شرح العقيدة الواسطية للغنيمان
Genre-genre
القرآن نزل يقظة لا منامًا
السؤال
يقول بعض العلماء في أقسام الوحي: إن القرآن كله نزل يقظةً ولم ينزل منه شيء منامًا، فهل هذا صحيح؟ وإذا كان صحيحًا فكيف الجمع مع ما ورد في صحيح مسلم من نزول سورة الكوثر، عن أنس ﵁: (بينا رسول الله ﷺ ذات يوم بين أظهرنا، إذ أغفى إغفاءة ثم رفع رأسه متبسمًا، فقلنا: ما أضحكك يا رسول الله؟ قال: أنزلت علي آنفًا سورة)، فهل المقصود بالإغفاءة سنة من النوم؟
الجواب
أولًا: صح عن النبي ﷺ أنه قال: (رؤيا الأنبياء وحي)؛ ولهذا جاءت بعض الشرائع بالرؤيا التي رأى، وكذلك قص الله جل وعلا علينا قصة إبراهيم حينما أمر في المنام بذبح ابنه، وأراد تنفيذ ذلك، وأثنى الله عليه بهذا، فلو قدر أن هذا وقع فلا ضير في ذلك، ولكن الذي ذكره العلماء: أن القرآن نزل يقظةً لا منامًا، وهذا لا ينافي أن يكون ﷺ قد رأى شيئًا أنزل عليه في المنام ثم نزل به جبريل، ومعلوم أن الوحي عدة أنواع، وأشدها أن ينزل عليه جبريل عندما يكون متيقظًا ثم يتغشاه الشيء الذي يثقل عليه جدًا حتى إنه ليتصبب عرقًا في اليوم الشاتي من شدة ما يتغشاه، حتى إنه أحيانًا إذا نزل عليه وهو راكب على راحلته ما تستطيع الراحلة أن تحمله فتبرك لثقل الوحي، قال الله جل وعلا: ﴿يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا * نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا * إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا﴾ [المزمل:١-٥] .
6 / 24