فيه دليل على أن المنهى [عنه إنما هو] إتباع الهوى، لا نفس الهوى. وهذا لأن الإنسان إنما يخاطب بالامتناع عما في وسعه، ونفس الهوى ليس في وسعه الامتناع عنه، فإنه إذا جثا الخصمان بين يديه لابد له أن يقع في قلبه أنه ينبغي أن يكون المال لهذا أو لهذا، لكن هذا لا يمكن التحرز عنه، فلا يخاطب بالامتناع عنه، إنما يخاطب بما في وسعه، وهو الامتناع عن إتباع الهوى، قال الله تعالى:
﴿يا داود إنا جعلناك في الأرض خليفة فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى﴾ الآية.
ثم قال:
وأن تخشوه، ولا تخشوا الناس.
لقوله تعالى: ﴿فلا تخشوا الناس واخشوني﴾.
ولقوله ﵊:
"من خاف الله تعالى خافه كل شيء، ومن خاف الناس أخافه
1 / 159