وإنما كان [كذلك]، لأن القضاء متى كان بحق، لا يرجع كل واحد منهما شاكيا:
أما المحكوم له: فلا شك؛ لأنه يرجع شاكرا لا شاكيا.
وأما المحكوم عليه: فكذلك؛ لأنه يعلم أن الشكاية لا تنفعه.
وإذا كان الفضاء بجور يرجع كل واحد منهما شاكيا:
أما المحكوم عليه فلا شك.
وأما المحكوم له فلأنه وقع في الحرام، ولا يأمن أن يبتليه الله تعالى بقاض يحكم عليه بالجور.
[٢٤] ذكر عن الحسن [﵀] أنه قال:
إن الله ﷿ -أخذ على الحكام ثلاثًا …
وهذا ليس إلى الحسن علمه، والظاهر أنه سمع فيه حديثا، أو حفظه من الكتب؛ فإنه كان ينظر في كتب المتقدمين، ويحفظ، ويروى، ثم قال:
لا تتبعوا الهوى …
1 / 158