Sharh Adab Katib
شرح أدب الكاتب
Penerbit
دار الكتاب العربي
Lokasi Penerbit
بيروت
لسنا بمجوس ومثله قول النابغة:
ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم ... بهن فلول من قراع الكتائب
والمعشر في اللغة كل جماعة فوق العشرة وأمرهم واحد نحو معشر المسلمين ومعشر الكافرين والأنس معشر والجن معشر وقيل معناه أنا لا نأتي ما قد جمعه النمل في الصيف فنأخذه في الشتاء من قراها ونأكله. وقوله بمجوس لا ينصرف للتعرف والتأنيث لأنه اسم قبيلة ولا يجوز أن تدخله الألف واللام إلا بعد النسبة إليه ومجوس اسم للجمع كتمر فإذا نسبت إليه قلت مجوسي ثم تجمع مجوسيًا المنسوب فتقول مجوس فمجوس جمع وليس باسم الجمع ثم تدخل الألف واللام على جمع مجوسي فتقول المجوس.
قال أبو محمد الطرب خفة تصيب الرجل لشدة السرور أو لشدة الجزع قال النابغة الجعدي واسمه عبد الله بن قيس ويكنى أبا ليلى:
سألتني جارتي عن أمتي ... وإذا ما عي ذو اللب يسل
سألتني عن أناس هلكوا ... شرب الدهر عليهم وأكل
طلبوا الملك فلما أدركوا ... بحساب وانتهى ذاك الأجل
وضع الدهر عليهم بركه ... فأراه لم يغادر غير فل
وأراني طربًا في أثرهم ... طرب الواله أو كالمختبل
جارته هنا امرأته قال الأعشى:
أيا جارتا بيني فإنك طالقة
وأمته قومه وأمة الرجل قرنه الذي يكون فيه وعي ذو اللب أي لم يعرف وجه الأمر ولم يهتد له واللب العقل ولب كل شيء خالصه ومنه سمى سم الحية لبا يقول إذا لم يعرف العاقل وجه الأمر سأل عنه وقوله شرب الدهر عليهم وأكل شرب أهل الدهر والمعنى لما ماتوا فنسوهم وفارقهم الحزن عليهم عادوا إلى الأكل والشرب. وقوله فلما أدركوا لما علم للظرف والمعنى لما نالوا ما قدره الله لهم وبلغوه من أحوال الملك المحسوبة والسنين المعلومة وانتهت أجالهم ماتوا وذهبوا. وقوله وضع الدهر عليهم بركه أي صدره كأنه افتراسهم كما يفترس الأسد الفريسة وهذا مثل وإنما يريد أهلكهم ولم يغادر لم يترك غبر فل أي غير بقية منكسرة وأصل الفل المنهزمون. وقوله وأراني يروى بفتح الهمزة
1 / 91