ويجوز أن يكون حرًّا، على من أنشدَ: بله الأكفّ، وعلى إجازته، أنه مصدرُ،
وكذلك قول أبى دوادٍ:
فدتْ نفسى وراحلتىِ ورحلى ... نجادكَ بلهَ ما تحتَ النّجادِ
فأمّا ما يتعلق به من فيما حكاه أبو زيدٍ، من قوله: فمن بلهَ الأكفّ وبلهَ زيدٍ، كقوله تعالى:
(فضربَ الرقّابِ).
وليست الفتحة التي في بلهَ) في قول من نصب بها، الفتحة التي فيها ن في قول من أضافها، لأنها في الإضافة نصبهُ، كالتى في ضربَ الرّقابِ، وفى القول الآخرَ فقحةُ، كفتحة رويدٍ. وحكى البغداذيون: تيدكَ زيدًا، قالوا: فإذا وصلته بالكاف، لم يكن إلّا النّصب، وهذا الذي قالوه صحيحُ، وذاك أن الكاف لا تخلو من أن تكون اسمًا، أو تكون للخطاب، مجرّدةً من معنى الاسم، فإن كانت اسمًا، كان بمنزلة ضرب زيدٍ عمرًا، وإن كانت الأخرى، كان بمنزلةِ رويدك زيدًا، فإذا لم تلحقها الكافُ أجازوا فيها النّصبَ: تيدَ زيدًا وهذا يكون بمنزلة رويدَ زيدًا.
ولم أعلمْ أحدًا حكى لحاقَ الكاف بلهَ، وقياس من حعلها اسمًا للفعل أن يجوّزَ لحاقَ الكافِ لها، على قوله.
1 / 28