وهو تمييز محول عن الفاعل، أي: أجزأ المرء فضل عد معايبه، أي الفضل الذي هو عد معايبه، جعل ذلك فضلًا من جهة أنه ملزوم لكثرة المحاسن، وذلك لأن عد المعايب يقتضي بحسب العرف قلتها، إذ القليل هو الذي يتعرض لعده وإحصائه، وقلتها تستلزم كثرة المحاسن، وما أحسن قول مهيار الديامي:
يعدد أقوام ذنوب زمانهم ... ومن لي بأيام تعد ذنوبها
فإن قلت: ما مقوع جملة: «كفى المرء»؟ قلت: هي استئناف بياني، وقعت جوابًا لسؤال نأمن المصراع الأول، وهو: لا فضل لأحد لعدم سلامته من جميع العيوب، فأجيب بأن الإنسان يكفيه فضلًا قلة عيوبه.
وقال الدماميني في «المزج»: ويحتمل أن يضبط «المرء» بالرفع فاعل «كفى» و«أن تعد معايبه» بدل اشتمال منه، والمعنى: أجزأ فضل عد معايب المرء، والمفعول محذوف، و«نبلًا» يحتمل الحالية، والتنوين فيه للتفخيم، أي: كفى ذلك حال كونه فضلًا عظيمًا، هذا كلامه، وفيه تكلف مستغنى عنه.
فإن قلت: تقدير المفعول يؤدي إلى اتحاد الفاعل والمفعول، قلت: اعتبار البدلية سهله، لأنه في تأويل: كفاه فضل عد معايبه.
1 / 4