Sharaf Mustafa
شرف المصطفى
Penerbit
دار البشائر الإسلامية - مكة
Nombor Edisi
الأولى - 1424 هـ
Carian terkini anda akan muncul di sini
Penerbit
دار البشائر الإسلامية - مكة
Nombor Edisi
الأولى - 1424 هـ
من الطير قبل الضعيف، قال: فرأيت يا رسول الله القوي من الوحش يتأخر حتى يشرب الضعيف، فلما نحى ما حوله هبطت إليه من ذروة- ذات رتاج، وبحار ذات أمواج، ما لي أرى الناس يذهبون فلا يرجعون؟
أرضوا بالمقام فأقاموا؟ أم تركوا هناك فناموا؟ أقسم قس قسما حقا لا حانثا فيه ولا آثما: إن لله تعالى دينا هو أحب إليه من دينكم الذي أنتم عليه، ونبيا قد حان حينه، وأظلكم أوانه، وأدرككم إبانه، فطوبى لمن آمن به فهداه، وويل لمن خالفه وعصاه، ثم قال: تبا لأرباب الغفلة من الأمم الخالية، والقرون الماضية، يا معشر إياد، أين الآباء والأجداد؟ وأين المريض والعواد؟ وأين الفراعنة الشداد؟ أين من بنى وشيد؟ وزخرف ونجد؟ وغره المال والولد؟ أين من بغى وطغى، وجمع فأوعى، وقال: أنا ربكم الأعلى؟ ألم يكونوا أكثر منكم أموالا، وأبعد منكم آمالا، وأطول منكم آجالا؟ طحنهم الثرى بكلكله، ومزقهم بتطاوله، فتلك عظامهم بالية، وبيوتهم خالية، عمرتها الذئاب العاوية، كلا، بل هو الله الواحد المعبود، ليس بوالد ولا مولود!! ثم أنشأ يقول:
في الذاهبين الأولين من القرون لنا بصائر لما رأيت مواردا للموت ليس لها مصادر ورأيت قومي نحوها يمضي الأصاغر والأكابر لا يرجع الماضي إلي ولا من الباقين غابر أيقنت أني لا محالة حيث صار القوم صائر قال: ثم جلس.
فقام رجل من الأنصار بعده كأنه قطعة جبل، ذو هامة عظيمة، وقامة جسيمة، قد دور عمامته، وأرخى ذوائبه، منيف أنوف أحدق، أجش الصوت، فقال: يا سيد المرسلين، وصفوة رب العالمين، لقد رأيت من قس عجبا، وشهدت منه مرغبا، فقال: ما الذي رأيته منه وحفظته عنه؟ -
Halaman 220