210

Shamil Fi Sinaca Tibbiyya

الشامل في الصناعة الطبية، الأدوية والأغذية: كتاب الهمزة

Penyiasat

يوسف زيدان

Penerbit

المجمع الثقافي

Nombor Edisi

الأولى

Lokasi Penerbit

أبوظبي - الإمارات العربية المتحدة - ص. ب ٢٣٨٠

Genre-genre

Ilmu Alam
الفصل الثاني في طَبِيعتِه وأَفْعَالِه على الإِطْلاَقِ
إنَّا قد بيَّنَّا أن الأرضية فى الأُرْزِ كثيرةٌ، وكذلك الهوائية، وأما المائية فهى قليلةٌ. وقدَّمنا أن الهوائية لا مدخل لها فى ترطيب البدن، وأن الترطيب إنما يكون بالجوهر المائى، فلذلك (١) يجب أن يكون الأرز يابسًا، مجفِّفًا.
واختلف الأطباءُ فى أنه حارٌّ أو بارد. والحقُّ أنه قريبٌ من الاعتدال، ولكنه إلى حرارةٍ (٢)، وذلك لأن هوائيته كثيرة ومائيته يسيرة، وذلك ينافى أن يكون له بردٌ ظاهرٌ. وتخَلْخُل جِرْمه يدل على حرارته، لأن البرد من شأنه جمع الأجزاء وتلزيزها.
ولماَّ كان الأَرْزُ متخَلْخِلَ الجِرْم، فهو لامحالة حارٌّ. ولما كان يابسًا كثيرَ الأرضية، فهو لا محالة قابضٌ عاقلٌ للبطن. وليس من كيفياته مفرطٌ؛ أما حرارته فظاهرٌ أنها قريبة (٣) من الاعتدال. ولولا ذلك لما ظُنَّ أنه باردٌ. وأما يبوسته وعَقْله للبطن. فلأن ذلك كله يزول إذا طُبخ مع اللبن أو الدهن ونحوه من الدسومات - كاللحم السمين - وإنما يكون كذلك، إذا لم تكن هذه الكيفيات فيه، قويةً جدًا.
وفى الأُرْز جَلاَءٌ، لأجل تخَلْخُل جِرْمه الأرضى؛ وإذ (٤) الأُرْزُ جلاَّءٌ، فهو لامحالة مجفف. فلذلك، هو مُنَقٍّ.

(١):. فكذلك.
(٢):. لأجل.
(٣):. قريب.
(٤):. كما في استحالة والرمل واذا.

1 / 237