297

Shama'il al-Rasul

شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم

Penerbit

دار القمة

Nombor Edisi

-

Lokasi Penerbit

الإسكندرية

Genre-genre

وعند البخاري عن عبد الله بن الزّبير، عن سفيان بن أبي زهير ﵁ أنّه قال:
سمعت رسول الله ﷺ يقول: «تفتح اليمن فيأتي قوم يبسّون فيتحمّلون بأهلهم ومن أطاعهم، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون، وتفتح الشّأم فيأتي قوم يبسّون فيتحمّلون بأهليهم ومن أطاعهم، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون، وتفتح العراق فيأتي قوم يبسّون فيتحمّلون بأهليهم ومن أطاعهم، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون» «١» .
الشاهد في الحديث:
قوله ﷺ: «والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون»، وقوله: «ولا يثبت أحد على لأوائها وجهدها إلا كنت له شفيعا أو شهيدا يوم القيامة» .
معاني بعض الكلمات: اللأواء: الشدة والجوع، الجهد: المشقة، يبسون: يسوقون دوابهم للرحيل من المدينة. قال النووي: (الصواب أن معناه الإخبار عمن خرج من المدينة متحملا بأهله باسّا في سيره مسرعا إلى الرخاء والأمصار المفتتحة) «٢» .
بعض فوائد الحديثين:
الفائدة الأولى:
الحث على سكنى المدينة وملازمتها، يتبين ذلك من:
١- قوله ﷺ: «والمدينة خير» . وكرر هذا الحث في حديث البخاري ثلاث مرات؛ ليتأكد المعنى.
ومواطن الخيرية في الإقامة في المدينة لا تخفى وهي كل ما ذكر في هذا الفصل من الكتاب وغير ذلك، قال ابن حجر ﵀: (والحال أن الإقامة في المدينة خير لهم لأنها حرم الرسول وجواره ومهبط الوحي ومنزل البركات) «٣» . وهذه الخيرية- ولله الحمد- دائمة إلى يوم القيامة لم تعدم بعد وفاة النبي ﷺ، والدليل على ذلك أن الأحاديث التي ذكرت في هذا الفصل لم تقيد خيرية المدينة بزمن دون زمن، نقل النووى عن القاضي عياض قوله: (قيل: هو مختص بمدة حياته ﷺ وقال آخرون: هو عام أبدا، وهذا أصح) «٤» .
٢- ذم من تركها وفضّل عليها غيرها من القرى لقوله ﷺ: «لا يدعها أحد رغبة عنها إلا أبدل الله فيها من هو خير منه» .

(١) البخاري، كتاب: الحج، باب: من رغب عن المدينة، برقم (١٨٧٥) .
(٢) شرح النووي على صحيح مسلم (٩/ ١٥٩) .
(٣) فتح الباري (٤/ ٩٣) .
(٤) نقله النووي في شرحه على صحيح مسلم (٩/ ١٣٧) من قول القاضي عياض ﵀.

1 / 303