Shama'il al-Rasul
شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم
Penerbit
دار القمة
Nombor Edisi
-
Lokasi Penerbit
الإسكندرية
Genre-genre
٤- حفظها من الدجال والطاعون:
عن أبي هريرة ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: «على أنقاب المدينة ملائكة لا يدخلها الطّاعون ولا الدّجّال» . [رواه البخاري] «١» .
وعن أبي بكرة ﵁ عن النّبيّ ﷺ قال: «لا يدخل المدينة رعب المسيح الدّجّال لها يومئذ سبعة أبواب على كلّ باب ملكان» . [رواه البخاري] «٢» .
النقب:
هو الطريق الذي يسلكه الناس وقال ابن وهب: المراد به مدخل المدينة، وقيل: أبوابها، وأصل النقب: الطريق بين الجبلين. ذكره ابن حجر في الفتح «٣» .
وهذا أيضا من الفضائل العظيمة للمدينة على صاحبها الصلاة والسلام، ويشترك معها في عدم دخول الدجال مكة المكرمة لما رواه البخاري من حديث أنس: «ليس من بلد إلا سيطؤه الدجال إلا مكة والمدينة» «٤» .
بعض فوائد الحديث:
الفائدة الأولى:
عظيم منزلة النبي ﷺ عند ربه- ﷾؛ إذ حفظ له مدينته وساكنيها من شرين عظيمين:
يتمثل الأول في وباء شرّه مستطير، وهو الطاعون، قال الإمام ابن حجر ﵀:
(قال ﷺ: «ولكن عافيتك أوسع لي» . فكان منع دخول الطاعون المدينة من خصائص المدينة ولوازم دعاء النبي ﷺ لها بالصحة. وقال آخر: هذا من المعجزات المحمدية؛ لأن الأطباء من أولهم إلى آخرهم عجزوا أن يدفعوا الطاعون عن بلد بل عن قرية، وقد امتنع الطاعون عن المدينة هذه الدهور الطويلة. قلت: وهو كلام صحيح) . انتهى كلامه ﵀ «٥» .
أما الشر الثاني الذي حمى الله منه مدينة خليله ﷺ، فهو شرّ الدجال، وهو بلا شك شرّ غائب منتظر، روى البخاري في صحيحه: قال ابن عمر- ﵄: قام رسول الله ﷺ في النّاس فأثنى على الله بما هو أهله ثمّ ذكر الدّجّال فقال: «إنّي
(١) البخاري، كتاب: الحج، باب: لا يدخل الدجال المدينة، برقم (١٨٨٠) .
(٢) البخاري، كتاب: الحج، باب: لا يدخل الدجال المدينة، برقم (١٨٧٩) .
(٣) فتح الباري (٤/ ٩٦) .
(٤) البخاري، كتاب: الحج، باب: لا يدخل الدجال المدينة، برقم (١٨٨١) .
(٥) فتح الباري (١٠/ ١٩١) .
1 / 296