Shama'il al-Rasul
شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم
Penerbit
دار القمة
Nombor Edisi
-
Lokasi Penerbit
الإسكندرية
Genre-genre
وحبهم أن ينالهم شرف حب الله ورسوله وأن يكون النصر على أيديهم، لقوله: (فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها)، وقوله: (فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله كلهم يرجو أن يعطاها) ومعنى «يدوكون» أي يخوضون في الحديث، كأنهم قضوا ليلتهم كلها، كل منهم يخمن من ينطبق عليه شروط إعطاء الراية، ويمكن أن نستدل بقوله: (كلهم يرجو أن يعطاها) أنهم كانوا جميعا يحبون الله ورسوله، كما يأملون حب الله ورسوله لكل واحد منهم، لذا رأى كل منهم الشرط ينطبق عليه، وهذه فضيلة ظاهرة لهم.
الفائدة السادسة:
تغليب جانب الدعوة لغير المسلمين على جانب القتال، وقد ذكر ابن حجر، بأن تالف الكافر حتى يسلم، أولى من المبادرة إلى قتله، لقوله: «فو الله لأن يهدي بك الله رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم» .
ويتفرع على التبشير بهذا الأجر العظيم، المترتب على هداية أحد الناس، حث المسلمين على الدعوة إلى الله، وترغيبهم في ذلك، وأن على المسلم أن يبذل غاية جهده ليتحقق مراد الله وهو هداية الناس.
الفائدة السابعة:
الهداية بيد الله، ﷾، يهدي من يشاء وقتما شاء، وأن الداعي إلى الله، هو سبب فقط في تلك الهداية، لقوله: «لأن يهدي الله بك رجلا واحدا»، ونأخذ منه أيضا، حب الله ﷾، أن يعود الناس لحظيرة الإسلام، وأن رحمته قد سبقت غضبه، وأن العفو عنده مقدم على العقاب، ودليله، أنه رتب الأجر العظيم على هداية رجل واحد.
١٨- طيب عرقه وكفه ﷺ:
عن أنس قال: (كان رسول الله ﷺ أزهر اللّون كأنّ عرقه اللّؤلؤ، إذا مشى تكفّأ، ولا مسست ديباجة ولا حريرة ألين من كفّ رسول الله ﷺ، ولا شممت مسكة ولا عنبرة أطيب من رائحة رسول الله ﷺ «١» . (رواه مسلم) .
الشاهد في الحديث:
قول أنس ﵁: (كأن عرقه اللؤلؤ) وقوله: (ولا شممت مسكة ولا عنبرة أطيب من رائحة رسول الله ﷺ .
(١) رواه مسلم، كتاب الفضائل، باب: طيب رائحة النبي ﷺ ولين مسه ...، برقم (٢٣٣٠) .
1 / 192