Shama'il al-Rasul
شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم
Penerbit
دار القمة
Nombor Edisi
-
Lokasi Penerbit
الإسكندرية
Genre-genre
بالعبّاس بن عبد المطّلب فقال: اللهمّ إنّا كنّا نتوسّل إليك بنبيّنا فتسقينا وإنّا نتوسّل إليك بعمّ نبيّنا فاسقنا، قال: فيسقون) «١» .
فهذا أعلم الأمة، الذي وافق كلامه كلام الرب ﷾، يستسقي بالعباس ﵁، ولو كان التوسل بغير الأحياء جائزا، لتوسل بالنبي ﷺ؛ لأنه أعظم قدرا من العباس، ولكن عدل الصحابة عن التوسل بالنبي ﷺ بعد موته، يقول عمر في الحديث: (إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا)، وقول عمر ﵁: «كنا» تفيد أن ذلك كان في حياته، وأنهم توقفوا عن ذلك بعد مماته، وإذا كان التوسل به ﷺ غير جائز بعد مماته، فهو غير جائز بمن دونه بعد مماته من باب أولى.
وأهمس في أذن من يتوسل الآن بالنبي أو بغيره من الأموات، فأقول لهم: أأنتم أعلم بقدر النبي من عمر؟ أأنتم أعلم بمشروعية التوسل من أصحاب النبي؟ أأنتم أشد تعظيما للنبي منهم؟ كيف تتوسلون إلى الله بمحرّم؟ أكان عمر ﵁ يعلم أن التوسل بالنبي بعد موته جائز، ويعدل إلى من هو دونه؟ أم كان يجهل أن التوسل به ﷺ بعد موته جائز، ويقره على هذا الجهل- عياذا بالله- كبار الصحابة؟
أيها الناس عودوا إلى رشدكم، وتمسكوا بسنة نبيكم، إن كنتم حقّا تحبونه، فكذب من ادعى الحب بغير اتباع، قال تعالى: قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ [آل عمران: ٣١] .
الشرط الثاني:
أن يتخير العبد من يتوسل به إلى الله ﷿، فيشترط فيه الصلاح والتقوى والامتثال للكتاب والسنة، فمن العبث أن نتوسل بأصحاب البدع، كالذين يطوفون بالقبور، ويتوسلون بالأموات، ويتمسحون بالأحجار، وفي المقابل ليتهم تمسكوا بالسنة، فقد ضيعوا صلاة الجماعة، والجهاد، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وانظر إلى عمر بمن توسل إلى الله بعد نبيه، توسل بعم النبي، فنعم المتوسّل به هو، وهي فائدة جليلة، أن الصحابة ﵃، كانوا يجلّون أصحاب بيت النبي ﷺ؛ لأن عمر سأل العباس أن يستسقي لهم، بصفته عم النبي ﷺ.
ومن أنواع التوسل الشرعي:
١- التوسل بالأعمال الصالحة
، فقد روى البخاري «٢»، حديث الثلاثة الذين سدّ عليهم فم الغار، فتوسلوا بالأعمال الصالحة، والشاهد في الحديث أن النفر الثلاثة،
(١) رواه البخاري، كتاب الجمعة، باب: سؤال الناس الإمام الاستسقاء إذا قحطوا، برقم (١٠١٠) . (٢) رواه البخاري، كتاب الإجارة، باب: من استأجر أجيرا فترك الأجير أجره، برقم (٢٢٧٢) .
1 / 166