الخروج إليهم، غير أني أحببت أن يكون ذلك برأيك.»
فلم يعجبه قولها إنها رأته اليوم، وكيف تراه إن لم يكن ذلك على موعد بينهما؟ وكيف يكون
ذلك في غرفتها لا في الإيوان؟ لكنه تجاهل وقال: «إن ركن الدين أهل لثقتك، لا بأس من أن
يعهد إليه في ذلك بأمر منك رأسا.»
فمدت يدها إلى جيبها واستخرجت ورقة ملفوفة وقالت: «إليك ما كتبته له في ذلك.»
فتناول الورقة وفضها، فإذا هي أمر صادر إلى ركن الدين هذا نصه:
من ملكة المسلمين عصمة الدنيا والدين ذات الحجاب الجليل، والدة المرحوم خليل، زوجة
الملك الصالح رحمه الله؛ إلى القائد الباسل الأمير ركن الدين بيبرس البندقداري.
نظرا لثقتنا الكبرى ببسالتك وعلو همتك، ولما ظهر من بلائك في دفع الإفرنج عن
بلادنا، ولما كان هؤلاء الملاعين لا يزالون يناوئوننا في جهات دمياط، عهدنا إليك
Halaman tidak diketahui