المنصب فأنا آخذه منك وأخفف عنك مهامه.»
فابتسمت شجرة الدر وقبلت شوكار ثانية وقالت: «لم أكره هذا المنصب يا عزيزتي، فإني لم أذق
منه شيئا بعد، لكن لا ينبغي لي أن أتغاضى عما يحيط به من أسباب العناء.»
قالت: «إن هذه الأسباب لا بد منها، وهذا مولانا عز الدين مدبر المملكة يحمل عنك كل
أثقالها، وهذا ركن الدين، إنه بطل.» ولما ذكرته خجلت وأطرقت حياء.
فضحكت شجرة الدر من قولها ومدت يدها إلى جبينها تمسحه وقالت: «إن ركن الدين بطل، وإذا شئت
أن تري ذلك وتختبريه، فإني سأكلفه بمهمة ذات بال لا أرى بين الأمراء من أثق به وأعول عليه في
قضائها غيره، هل تأذنين في ذلك؟»
فخجلت شوكار من هذا الاستئذان وقالت: «من أكون أنا ليؤخذ الإذن مني؟ ألسنا جميعا عبيدا
نصدع بالأمر؟!»
Halaman tidak diketahui