لكنها لم تلد منه كما ولدت شجرة الدر، فأصبحت هذه أقرب جواريه إليه. وكانت سلافة بارعة
الجمال، لكنها قليلة الدهاء شديدة الغيرة سريعة النقمة.
وكانت مشهورة بجمالها الفتان، يتحدث أهل الروضة والقاهرة بحسنها وإن لم يرها منهم إلا
القليلون. ومن بين الذين أتيح لهم رؤيتها تاجر بغدادي اسمه سحبان، كان يتردد إلى مصر ومعه
الأقمشة الفارسية والهندية، وكان الملك الصالح يدعوه إليه ويبتاع منه ما يختاره لنسائه من
الأنسجة الجميلة، ويطلب منه إحضار ما يحتاج إليه من مصنوعات العراق وفارس وغيرهما. فاتفق له
وهو يعرض عليه بعض المنسوجات النسائية، وكانت سلافة حاضرة لتختار نوعا منها، أن وقع بصره
عليها فأخذت بمجامع قلبه، لكنه تجلد وتهيب، وشعرت هي بما جال في خاطره، وتجاهلت أنه أصبح
بعد تلك المقابلة يغتنم الفرص لإبلاغها ما يكنه فؤاده من الحب لها بهدايا يبعث بها إليها
على أيدي بعض الخصيان دون أية إشارة، فيظهر ذلك منه مظهر الإكرام للملك الصالح؛ لأنها قيمة
Halaman tidak diketahui