Shajarat Durr
شجرة الدر: قصة تاريخية
Genre-genre
7
رأسها ومرت أصابعها على العود وارتفع صوتها رويدا رويدا:
8
أغار عليك من عيني ومني
ومنك ومن مكانك والزمان
ولو أني خبأتك في جفوني
إلى يوم القيامة ما كفاني!
قال الأمير وقد استخفه الطرب: ولا كفاني!
ثم مد إليها يدا فأنهضها، ومضيا يجوسان خلال الغرفات سعيدين بما بلغا من نعمة الحب والوفاء.
لقد عرفت شجرة الدر مكانها من نفس أميرها، وعرف نجم الدين مكانه، وكانت من الغيرة عليه والرغبة في الاستئثار به، في مثل غيرته وأثرته، فلم تدع له منذ تواثقا على الحب أن يفكر إلا فيها أو معها، ولم يدع لها: لا تريد ولا يريد أن يستأثر أحدهما دون صاحبه بشيء، ولا أن يفكر منفردا في أمر؛ فهما سواء، وعلى رأي مشترك في الحب وفي الحرب، وفيما يصطنعان من أساليب السياسة لإدراك العرش، وعادت غيرة الأنثى على رجلها غيرة ملكة على السلطان، تريد أن يمتد ظلها على البسيطة ويدين لها الملايين بالطاعة والولاء!
Halaman tidak diketahui