Pokok Yang Tumbuh di Brooklyn
شجرة تنمو في بروكلين
Genre-genre
وآندي كان أكبرهم سنا وأكثرهم وسامة، وله شعر أحمر ذهبي متموج وملامح قد سويت في أكمل خلقة، وكان يعاني من مرض السل أيضا، وقد خطب فتاة اسمها فرانسي ميلاني وظلا يؤجلان الزواج حتى تتحسن صحته، ولكنها لم تتحسن قط.
واشتغل صبية نولان ندلا مغنين، وظل يطلق عليهم الرباعي نولان حتى ساءت صحة آندي إلى حد عجز معه عن العمل، فأصبحوا الثلاثي نولان، ولم يكونوا يكسبون كثيرا، كما كانوا ينفقون معظم ما يكسبون في الشراب والرهان في سباق الخيل.
واشترى الصبية لآندي حين حمل إلى الفراش في أيامه الأخيرة وسادة من زغب البجع الحر كلفتهم سبعة دولارات، وقد أحبوا له أن ينعم بشيء من الرفاهية قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة، ورأى آندي أنها وسادة رائعة، ورقد عليها يومين، ثم انبثق من صدره فيض غزير من الدم، لطخ الوسادة الجديدة الجميلة بلون بني صدئ، وكان هذا آخر عهده بالحياة، وركعت أمه بجوار جثمانه ثلاثة أيام، وأقسمت فرانسي ميلاني ألا تتزوج بعده بحال، وأقسم صبية نولان الثلاثة الباقون بألا يتركوا أمهم أبدا.
وتزوج جوني من كاتي بعد ستة أشهر، وكرهت روثي كاتي؛ لأنها تأمل في أن تحتفظ بأولادها الملاح معها، حتى تموت أو يموتوا، ومن يومها تجنبوا الزواج جميعا، ولكن تلك الفتاة تلك الفتاة؛ كاتي روملي أغرته بالخروج على هذا العهد! وكانت روثي على يقين من أن جوني قد خدع حين وقع في فخ الزواج.
وأحب جورجي وفرانكي كاتي، ولكنهما كانا يعتقدان أنها خدعة دنيئة، تلك التي أقدم عليها جوني حين تخلى عنهما وتركهما يرعيان أمهما، على أنهما قد استخلصا من هذا الظرف خير ما فيه، وبحثا عن هدية الزواج، وقررا أن يهديا إلى كاتي الوسادة الناعمة التي اشترياها لآندي، واستخدمها آندي فترة قصيرة جدا، وحاكت الأم لها غطاء جديدا لتخفي البقعة القبيحة التي حملت آخر أثر من حياة آندي، وهكذا صارت الوسادة إلى جوني وكاتي اللذين رأيها أنها أنفس من أن تستعمل كل يوم، فلم يكونا يخرجانها إلا حين يصيب المرض أحدهما، وأطلقت عليها فرانسي اسم «وسادة المرض»، ولم تكن كاتي أو فرانسي تعلم أنها كانت وسادة الموت.
وكان فرانكي الذي يعد في نظر طائفة من الناس أكثر وسامة من آندي عائدا من مجلس شراب يترنح ذات ليلة، ولما تنقض سنة على زواج جوني، حين تعثرت قدمه في سلك مشدود وضعته امرأة ريفية من بروكلين حول قدم مربعة من العشب أمام ظلة بيته، وكان السلك مرفوعا إلى أعلى على عصي صغيرة حادة الأطراف، فلما وقع فرانكي على السلك اخترقت إحدى هذه العصي معدته، ولكنه استطاع أن ينهض من كبوته بطريقة ما، وعاد إلى بيته وأدركته المنية أثناء الليل، فقضى نحبه وحيدا، وحرم الغفران الأخير للقسيس على ما اقترف من آثام، وظلت أمه بقية حياتها تقيم قداسا كل شهر لراحة نفسه التي تظن أنها تهيم على وجهها في المطهر.
وقد فقدت روثي نولان ثلاثة من أبنائها في سنة أو أكثر قليلا، اثنان منهما عدا عليهما الموت، والثالث مات بالزواج، وحزنت على ثلاثتهم، ومات جورجي الذي لم يتركها قط بعد ثلاث سنوات حين بلغ الثامنة والعشرين، وأصبح جوني الذي بلغ الثالثة والعشرين الابن الوحيد الذي بقي من أولاد نولان في ذلك الحين.
وهؤلاء كانوا فتية نولان، ماتوا جميعا في عنفوان الشباب، ماتوا فجأة أو اخترمهم الموت اختراما لتهورهم أو سلوكهم المنحرف في الحياة، وجوني هو الابن الوحيد الذي عاش بعد سن الثلاثين.
وكان يجري في دماء الطفلة فرانسي نولان كل صفات بنات روملي، وصفات أبناء نولان جميعا، فورثت عن أبناء نولان المرحين ضعفهم الشديد وولعهم بالجمال، وكان فيها آثار من تصوف جدتها لأمها، ومن روايتها للقصص وإيمانها الشديد بكل شيء ورحمتها بالضعفاء، وفيها أيضا كثير من العزيمة الجبارة التي اتصف بها جدها لأمها، وورثت بعض ما عرفت به خالتها إيفي من موهبة في التقليد، وبعض ما عهد في روثي نولان من رغبة في الاستحواذ، وكانت تجمع إلى ذلك حب خالتها سيسي للحياة وحبها للأطفال، وتجمع أيضا ما أثر عن جوني من دقة الإحساس دون الوسامة، وكل ما تميزت به كاتي من لين في الأسلوب، ونصف ما انطوت عليه كاتي من إرادة حديدية ... أجل كانت تجمع كل هذه الخلال الطيبة وكل هذه الخلال القبيحة.
إلى جانب هذا كله حصلت من الكتب التي طالعتها في المكتبة شيئا آخر، كان فيها شيء من الزهرة التي نمت في الوعاء البني اللون، وفي حياتها شيء من الشجرة التي نمت متناسقة في الفناء، وقد أثرت في حياتها المشاحنات المريرة التي كانت تنشب بينها وبين أخيها الذي تحبه من صميم قلبها. لقد كانت فرانسي سر كاتي، يساورها اليأس ويستهويها البكاء، وكانت هي الخزي يحس به أبوها وهو عائد إلى البيت يترنح من السكر.
Halaman tidak diketahui