Pokok Yang Tumbuh di Brooklyn
شجرة تنمو في بروكلين
Genre-genre
ولما كان من الضروري أن يكون الثوب الذي يلبس في الحفلة التنكرية مفتوح الصدر، فقد ابتكرت ثوبا بدون ظهر، مفتوحا من الأمام لتظهر صدرها الممتلئ، وله كم واحد طويل يغطي ذراعها اليمنى، وظن المحكمون أن هذا الكم يرمز إلى شيء، ونالت فلوس الجائزة الأولى بلا منازع.
وارتدت فلوس الثوب الذي كانت سترتديه في تلك الليلة، وكان يشبه ما يتوقع الناس أن تلبسه راقصة في صالة، وقد صنعته من قطعة خارجية من الساتان الأرجواني، تشتمل على ثنيات من الشاش المزركش بلون الكرز اتخذتها قميصا، وقد طرزت فراشة سوداء من قماش السكوين على موضع بروز نهدها الأيسر، وكان الكم الوحيد مصنوعا من حرير الشيفون في خضرة البازلاء، وأعجبت فرانسي بالثوب، وفتحت أم فلوس الصوان على مصراعيه، ونظرت فرانسي إلى صف الملابس ذات الألوان الزاهية البراقة.
وكانت فلوس تمتلك ست سترات بألوان مختلفة، ونفس العدد من القمصان المصنوعة من الطرلطان، وعشرين كما من الشيفون على الأقل من كل لون من الألوان التي يمكن أن تخطر للمرء على بال. وفي كل أسبوع كانت فلوس تبدل هذه المجموعات لتخرج منها بثوب جديد، وربما ارتدت في الأسبوع التالي قميصا في لون الكرز، يبزغ من تحت سترة زرقاء بلون السماء لها كم واحد من الشيفون الأسود، وهكذا ... وكان في ذلك الصوان عشرات من المظلات الحريرية طويت بإحكام ولم تستعمل أبدا، نالتها فلوس جوائز، وجمعتها لتستعرضها على النحو الذي يجمع به الرياضي كئوس التفوق، وشعرت فرانسي بالسعادة وهي تنظر إلى المظلات جميعا؛ إن الفقراء من الناس تستهويهم كثيرا المقادير الضخمة من الأشياء.
وبينما كانت فرانسي تعجب بالأثواب بدأ ينتابها القلق، وساورها شعور وهي تنظر إلى الألوان البراقة الزاهية، ألوان الكرز والبرتقالي والأزرق والأحمر والأصفر، بأن شيئا ما كان يتسلل مختفيا وراء تلك الأثواب، كان شيئا مكتسيا بعباءة طويلة داكنة اللون، له رأس عابس، ويدان من عظام، كان مختبئا وراء تلك الألوان البراقة ينتظر هني.
5
وعادت الأم إلى البيت في الساعة السادسة ومعها الخالة سيسي، وشعرت فرانسي بالسعادة حين رأت سيسي لأنها خالتها المفضلة، وكانت فرانسي تحبها وتفتتن بها، وكانت سيسي قد عاشت حتى ذلك الحين حياة مثيرة كل الإثارة، وبلغت حينذاك الخامسة والثلاثين، وقد تزوجت ثلاث مرات، وأنجبت عشرة أطفال، ماتوا جميعا بعد ولادتهم، ودأبت سيسي على أن تقول دائما إن فرانسي هي كل ما بقي لها من أطفالها العشرة.
وكانت سيسي تعمل في مصنع للمطاط، وكانت ذات عاطفة جامحة جدا مع الرجال، لها عينان سوداوان هائمتان، وشعر مجعد أسود، وبشرة صافية كل الصفاء، ويحلو لها أن تلبس في شعرها مشبكا بلون الكرز، وكانت الأم ترتدي قبعتها الخضراء المائلة إلى الصفرة، والتي جعلت بشرتها تبدو كالزبد على فوهة الزجاجة، وقد اختفت خشونة يديها الجميلتين تحت قفاز أبيض من القطن، ودخلت الأم وسيسي تتحدثان في ابتهاج وفرح، وتضحكان وهما تتذكران الفكاهات التي سمعتاها في المسرح.
وأحضرت سيسي معها هدية لفرانسي، وهي أنبوبة من الحديد ينفخ فيها فتنطلق منها دجاجة من المطاط تنتفخ فوق الأنبوبة، ولقد جلبت الأنبوبة من المصنع الذي كانت تعمل فيه، وكان المصنع يصنع لعبا قليلة من المطاط للتمويه، وكان يحصل على أكبر أرباحه من أدوات المطاط الأخرى التي تباع سرا.
ورجت فرانسي أن تبقى سيسي للعشاء، فقد كان كل شيء يبدو في وجودها مرحا فاتنا، وشعرت فرانسي أن سيسي تفهم كيف ينبغي معاملة البنات الصغيرات، وكان الآخرون يعاملون الأطفال كأنهم شيء حبيب إلى النفس، وإن كانوا شرا، ولكنهم شر لا بد منه، أما سيسي فكانت تعاملهم كأناس لهم شأنهم. على أن سيسي لم تبق بالرغم من إلحاح الأم، وقالت إنها يجب أن تعود إلى بيتها لترى إن كان زوجها لا يزال مقيما على حبها، وأضحك قولها الأم وفرانسي أيضا بالرغم من أنها لم تفهم ما الذي عنته سيسي بقولها هذا، ومضت سيسي بعد أن وعدت بأن تعود في أول الشهر ومعها المجلات ، وكان زوج سيسي الحالي يعمل في دار لإصدار مجلات تنشر قصصا بوليسية وجنسية مثيرة، وفي كل شهر كان يتسلم نسخا من مطبوعاتها مثل قصص الحب وقصص الغرب الجامحة، والقصص البوليسية والقصص الخارقة للطبيعة وما إلى ذلك.
وكان لهذه المطبوعات أغلفة براقة ملونة، يتسلمها من المخزن وقد ربطت بخيوط صفراء جديدة، وكانت سيسي تحضرها إلى فرانسي بالهيئة التي تأتي بها تماما، فتقبل فرانسي على قراءتها جميعا في اشتياق، ثم تبيعها بنصف ثمنها لمحل مجاور يبيع أدوات الكتابة ولوازمها، وتضع النقود في حصالة الأم المصنوعة من القصدير.
Halaman tidak diketahui