Pokok Yang Tumbuh di Brooklyn
شجرة تنمو في بروكلين
Genre-genre
وشعرت فرانسي بأن هناك شيئا ما تغير في سيسي، لم تكن هي الخالة سيسي المعهودة، ولم يكن ذلك يرجع إلى أنها أصبحت أقل نحافة مما كانت، فإن ما تغير فيها لم يتعلق بمنظرها، وتحيرت فرانسي في ذلك.
وأرادت ماري روملي أن تسمع كل كلمة من أخبارهم، وأنبأتها كاتي بكل شيء بادئة من النهاية إلى البداية، قالت لها أولا عن عمل الطفلين عند ماكجريتي، وكيف أن المال الذي يكسبانه يسد رمقهما، ثم أخبرتها باليوم الذي جلس فيه ماكجريتي في مطبخها وتحدث عن جوني، واختتمت كلامها قائلة: أخبرك يا أمي أنه لو لم يأت ماكجريتي في حينه، فإنني لا أدري ما الذي كان خليقا بأن يحدث لنا، لقد كانت نفسي منهارة يائسة ، حتى إنني ناجيت جوني في ملكوت الموت ليساعدني قبل ذلك بليال قليلة، وأنا أعلم أن ما فعلت كان حماقة مني.
وقالت ماري: لا، لم تكن حماقة منك، فقد سمعك وساعدك.
وقالت سيسي: إن الشبح لا يستطيع أن يساعد أحدا يا أمي.
وقالت ماري روملي: إن الأشباح ليست هي دائما التي تنفذ من خلال الأبواب المغلقة، لقد حكت كاتي كيف أن زوجها اعتاد أن يتكلم مع رجل الحانة هذا، وقد بذل جوني أشتاتا من نفسه لهذا الرجل في تلك السنين التي تحدث فيها إليه، وحينما نادت كاتي رجلها ليساعدها تجمعت هذه الأشتات من نفسه في الرجل، وكان جوني الذي يعيش في أعماق رجل الحانة هو الذي سمعها ومد لها يد العون.
وقلبت فرانسي الفكرة في رأسها، وقالت بينها وبين نفسها: لو كان ذلك صحيحا فإن السيد ماكجريتي رد إلينا بعض أشتات أبي، حين تكلم عنه ذلك الوقت الطويل، ولم يعد في أعماقه شيء من أبي الآن، ربما كان ذلك هو السبب في أننا لا نستطيع أن نتكلم معه على نحو ما يريد.
وأعطت سيسي كاتي حين حل موعد رحيلها صندوقا من صناديق الأحذية مليئا بالفطائر لتأخذه معها إلى بيتها، وضمت الجدة ماري روملي فرانسي حين كانت تقبلها قبلة الوداع، وهمست في أذنها بلغتها الخاصة: أعطي لأمك في الشهر المقبل ما يزيد على الاحترام والطاعة، فإنها سوف تكون في أشد الحاجة إلى الحب والفهم.
ولم تفهم فرانسي كلمة مما قالته جدتها، لكنها أجابت قائلة: نعم يا جدتي!
ووضعت فرانسي صندوق الأحذية في حجرها، وهما تركبان التروللي عائدتين إلى البيت؛ لأن أمها لم يكن لها الآن حجر، وفكرت فرانسي تفكيرا عميقا وهي تركب، وقالت بينها وبين نفسها: لو أن ما قالته جدتي ماري روملي هو الحق، فما من ريب في أن المنية لا تدرك أحدا أبدا، لقد ذهب أبي ولكنه لا يزال ماثلا هنا بصور مختلفة، فهو ماثل في نيلي الذي يشبهه كل الشبه، وماثل في أمي التي خبرته وقتا طويلا، وماثل في أمه التي أنجبته والتي لا تزال على قيد الحياة، وقد أنجب أنا في يوم من الأيام صبيا يشبه أبي ويرث حسناته جميعا، ما عدا الإمعان في الشراب، وسوف ينجب هذا الصبي صبيا، وهذا الصبي سوف ينجب صبيا آخر، ولعل الموت لا يكون له من ثم وجود حقيقي.
وتحولت أفكارها إلى ماكجريتي: ما من أحد يصدق أبدا أن بعضا من أبي يعيش في هذا الرجل.
Halaman tidak diketahui